تحية العلم.. لحظة وفاء في عيد الاستقلال بعمالة الفقيه بن صالح
في صباح وطني مهيب، اصطفّت الأجيال بعمالة إقليم الفقيه بن صالح لتجديد العهد مع أسمى رموز السيادة، في احتفالية رفرفت فيها الراية المغربية عالية خفّاقة، إيذاناً بانطلاق مراسم تخليد الذكرى المجيدة لعيد الاستقلال. كان المشهد أكثر من مجرد بروتوكول رسمي؛ كان درساً حيّاً في الانتماء، ورسالة بليغة تُذكّر بأن الوطن ليس شعاراً يُرفع، بل روحاً تسكن القلوب، وتاريخاً يُصان، ومستقبلاً يُبنى بإرادة مشتركة.
لحظة تحية العلم كانت بمثابة جسر يربط الماضي بالحاضر. فحين ارتفع النشيد الوطني، ارتفعت معه ذاكرة جماعية تستحضر التضحيات الجسام لرجالات الحركة الوطنية والمقاومة، وتستعيد صور الملاحم التي صنعت مغرب اليوم. وفي الوجوه المشرقة للشباب والتلاميذ، كان يمكن للعين أن تلمح تواصلاً ممتداً بين الأجيال، وكأن الرسالة امتدت بسلاسة: استقلال الأمس مسؤولية اليوم ومستقبل الغد.
عرفت الساحة المحاذية لمقر العمالة توافداً لافتاً للهيئات المنتخبة، وممثلي السلطات المحلية، والمسؤولين الترابيين، وفعاليات المجتمع المدني، الذين شاركوا في هذا الموعد الوطني بروح جماعية تعكس تلاحم المكونات المحلية حول ثوابت الأمة. فالفقيه بن صالح، بكل تنوعه الاجتماعي وثرائه البشري، قدّم اليوم نموذجاً للوحدة الوطنية في أبهى صورها.
ومثلما حملت تحية العلم دلالاتها الرمزية العميقة، حملت أيضاً نَفَساً تنموياً يريد الإقليم من خلاله التأكيد على أن الاحتفال بذكرى الاستقلال ليس مجرد تخليد لحدث تاريخي، بل مناسبة لتجديد العزم على مواصلة مسار البناء، وتجسيد قيم المواطنة الفاعلة في مشاريع التنمية المحلية، خدمةً للساكنة وترسيخاً لروح المسؤولية المشتركة.
في النهاية، يظل العلم المغربي الذي ارتفع صباح اليوم في سماء الفقيه بن صالح، شاهداً على مسيرة وطنية لا تتوقف، وعلى إرادة جماعية تستلهم من تاريخ الاستقلال قوةً لمواجهة تحديات اليوم، وصناعة مغرب الغد بثقة وثبات.
عمود أسبوعي يوقعه الكاتب الصحفي ذ. حسن فقير











