مجلس الأمن.. حين تنطق العدالة الدولية بمغربية الصحراء
قرار أممي يُكرّس انتصار الدبلوماسية المغربية ويُسقط أطروحة الانفصال
لم تكن مصادقة مجلس الأمن على مغربية الصحراء حدثًا عابرًا في سجل القضايا الأممية، بل كانت محطة تاريخية تُتوّج مسار نضال وطني امتد لأكثر من قرن من الزمن، نضال حمل فيه المغاربة راية الوطن عاليًا منذ سنة 1912 إلى اليوم، جيلاً بعد جيل، من معارك المقاومة إلى ملحمة المسيرة الخضراء، وصولاً إلى دبلوماسية الحزم والرؤية المتبصّرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
إن هذا القرار الأممي ليس مجرد وثيقة، بل شهادة من المجتمع الدولي على عدالة قضية المغرب ووحدة ترابه، واعترافٌ بأن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي والوحيد، بعدما أسقطت كل الأوهام والانفصالية التي استنزفت عقودًا من الكذب والمتاجرة بمعاناة الصحراويين.
اليوم، ونحن نقرأ بنود القرار الجديد، نستحضر أرواح شهداء الواجب الوطني، من الذين رووا بدمائهم الطاهرة رمال الصحراء دفاعًا عن الراية الحمراء، إلى الدبلوماسيين والعسكريين والمثقفين الذين حملوا الكلمة والقلم والسلاح من أجل وطن واحد لا يقبل القسمة.
لقد صبر المغرب، وناور بحكمة، وثبت بثقة، حتى جاء يوم يقول فيه العالم بأكمله: الصحراء مغربية، وستبقى مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
على سلامتنا إذن، فالنصر لا يأتي صدفة، بل يُصنع بالإيمان والوفاء والعقيدة الراسخة في قلوب المغاربة: الله، الوطن، الملك.
في الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء
وها نحن نعيش اليوم الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، والمسيرة مستمرة بمعانيها ورمزيتها، لا بالخطى على الرمال فقط، بل بخطى راسخة في مسار التنمية والبناء والتشييد. خمسون سنة من الوفاء للوطن، من الدفاع عن وحدته الترابية، ومن تجديد العهد على البيعة والولاء لعرش أسلافنا الميامين.
إن انتصار المغرب في مجلس الأمن ليس نهاية الطريق، بل بداية مرحلة جديدة من التمكين والازدهار في أقاليمنا الجنوبية، حيث يتجسد المشروع التنموي الملكي برؤية مغربية خالصة.
من طنجة إلى الكويرة، نرددها بصوت واحد، يملؤه الفخر والعزة:
عاشت الصحراء مغربية، وعاش الوطن آمناً موحداً، وعاش الملك محمد السادس نصير الحق ورمز الكرامة.
الله، الوطن، الملك.
✍️ بقلم الأستاذ حسن فقير
الكاتب الصحفي





