بالكاد وَارَى جثمانها التراب.. وفاة المشجعة الرجاوية الشابة نورة تخرج العدميين من جحورهم مجددا
De // NaBae 24
يبدو أن من يرتدون عباءة “المحقق كونان” داخل “كوميسارية” الفايسبوك يتحركون بمنطق تصيد الأخطاء والهفوات، بل حتى الفواجع وأقدار الله هم على استعداد لتحوير حيثياتها وبالتالي تحميلها ما لا تحتمله زورا وبهتانا، مادام الفعل يفي بالغرض ويجدد الموعد مع هواية النيل من جهاز الأمن وجعل عمله الدؤوب والمتفاني محط شكوك وتبخيس.
وفاة المشجعة “نورة” خلال تواجدها بمحيط المركب الرياضي محمد الخامس من أجل حضور المقابلة التي تجمع بين فريقي الرجاء البيضاوي والأهلي المصري برسم إياب دور ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، لم يكن ليمر مرور الكرام دون أن يثير نهم الحاقدين على الدولة ومؤسساتها، وفي مقدمتهم المؤسسة الأمنية لمحاولة تقريعها وتحميلها مسؤولية وفاة الشابة ذات 29 ربيعا، بسبب حالة الفوضى والتزاحم أمام بوابة الملعب، لأن عدد من الأنصار لا يتوفرون على تذاكر المباراة ويريدون حضور أطوارها “صحا”، وهو ما لا يمكن أن يتأتى لهم مادام للبلاد جهاز أمني يرابط منذ الساعات الأولى من صباح اليوم لتأمين مداخل ومخارج الملعب وضمان انسيابية تحترم الحق في الحياة في المقام الأول.
فكل من لا يتوفر على تذكرة المباراة وما دون السن القانوني لن يلج الملعب، درءا للمخاطر ولما قد تؤول إليه الأوضاع، بسبب استهتار بعض المراهقين من أنصار فريق الرجاء البيضاوي. ولو افترضنا جدلا أن الباب فتح على مصراعيه لدخول الجميع دون تذاكر، لكانت الفاجعة فواجع ولنظمت بدل الجنازة الواحدة جنائز ولبكت الدار البيضاء على الراحلة نورة وغيرها الكثير، وصار “سطاد دونور” مقبرة جماعية. وآنذاك كانت الأصوات النشاز لتشحذ سكاكينها في جلد الدولة وأجهزتها أيضا لأنها لم تحرس بوابة الملعب كما يجب، “لمهم لهضرة فيك فيك”.
فعوض أن نرفع القبعة لرجال الأمن لقاء مجهوداتهم الجبارة لكبح جماح جماهير الرجاء البيضاوي لأن أنصاره تغيب عنهم تماما أهمية وصعوبة الحفاظ على الحياة في قلب عرس كروي، انبرى من يصفون حساباتهم الواهية مع الجهاز الأمني كلما سنحت لهم الفرصة بذلك، ولو تعلق الأمر بفاجعة استعان فيها أهل المرحومة بالصبر واليقين بأنها “عزيزة والله أعز منها”، فهم غير آبهين بما قد تخلفه خرجاتهم الوقحة من تعميق لجروح العائلة المكلومة في فلذة كبدها طالما المسألة تحقق غاية خبيثة في نفوسهم.
وبناء على ما سبق أعلاه، الفاجعة صارت أمرا واقعا والمؤسسة الأمنية نزلت بكل ثقلها البشري واللوجستيكي لتأمين المباراة بما يحمي الحق في الحياة أولا وأخيرا، ثم نساءل أيضا مؤسسة “كازا إيفانت” عن دورها في تحييد هكذا مخاطر. لكن يتوجب علينا احترام التخصصات وفسح المجال لأهل الاختصاص من نيابة عامة وقضاء لكشف ملابسات الحادث في أفق ترتيب المسؤوليات واتخاد المتعين قانونا تكريما لروح الشابة نورة التي قادها عشقها لنادي الخضر إلى مثواها الأخير أمس السبت 29 أبريل الجاري. ولكل العدميين نقول لا خير أو أمل يرجى ممن يتراقصون على فواجع الناس لتصفية حسابات لا توجد إلا في مخيلتهم. وكل فاجعة وأنتم فيها شامتون يا راعين العدل والإحسان!!!.