نحن المصلحون الاجتماعيون: أوتاد الوطن في زمن الريح

نحن المصلحون الاجتماعيون: أوتاد الوطن في زمن الريح
hassan faqir14 مايو 2025آخر تحديث : منذ 10 ساعات

نحن المصلحون الاجتماعيون: أوتاد الوطن في زمن الريح

بقلم : ذ: حسن فقير

   على مرّ التاريخ، وفي كل مفترق مصيري تمرّ به الأوطان، يظهر المصلحون الاجتماعيون، أولئك الذين نذروا أنفسهم لإيقاظ الضمير الجمعي، ورفع لواء الحق في وجه العاصفة.  نحن لسنا باحثين عن مجد شخصي، ولا طلاب سلطة، بل نحن جنود في معركة وعي، سلاحنا الفكر، وخندقنا الصبر، وغايتنا رفعة الوطن.
     رغم الأذى، ورغم التجريح والتشكيك، نقف. نقف لأن الوطن يستحق أن نضمد جراحه، لا أن نزيدها نزفًا. نقف لأننا نؤمن أن واجبنا تجاه بلادنا لا يسقط بالتثبيط أو بالتخوين، بل يزداد ثباتًا كلما اشتدت المحنة. نمدّ أيدينا للبناء، حتى حين تُقابل بالأحجار، لأننا نعلم أن التاريخ لا يذكر الذين صرخوا في الظلام، بل الذين أوقدوا فيه شمعة.
يقولون: الفساد ينخر الدولة. نعم، لكن من يكرّس الفساد؟ أليس من يدّعي الطهر وهو يفسد في مجتمعه، يحرض على الفوضى، ويمتص دم الوطن باسم الحرية؟ هؤلاء هم طابور الخراب، يتحدثون عن الإنقاذ وهم يدفعون البلاد نحو الهاوية. بينما نحن، نتحمّل ثقل الحقيقة، ونحمل مشروع الإصلاح كأمانة ثقيلة، نعلم أنها قد تُكلفنا الكثير، لكننا نرفض أن نتراجع.
       لسنا طوباويين ولا مثاليين، لكننا نؤمن أن المثقف الحقيقي لا ينزوي إذا غاب الحوار، بل يخلق الحوار، يبني المنصات، ويجمع الشتات.  نؤمن أن صمود الأوطان يبدأ بصمود الضمير.   ولهذا، لا نبحث إلا عن خلاص بلادنا من الجهل، من الغوغائية، من الخيانة المقنّعة بالشعارات.  نحن لا ننتظر التصفيق، بل ننتظر أن تنهض البلاد ونرحل بعدها بصمت، كما جاء الصادقون على مر التاريخ.
سيأتي يوم، ويدرك الناس أننا كنا على حق. لا لأننا أردنا إثباته، بل لأن الحقيقة لا تموت، وإن خُذلت. ونحن دومًا على حق، ما دمنا في صف الوطن، لا سواه.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة