تجربتي في نادي الكرة الحديدية بالفقيه بن صالح: حلم اصطدم بالواقع
نبأ24 // حسن فقير
في أحد أيام الحماسة والشغف، قررت أن أنخرط في نادي الكرة الحديدية بمدينة الفقيه بن صالح، ذلك النادي الذي كنت أراه فضاءً للرياضة، للتآلف، ولصناعة الذكريات الجميلة. اشتريت عدتي من الكرات، كنت مبتهجًا، فرحًا، نعم فرحًا بانضمامي إلى هذا العالم الجديد. وجدت زملاء طيبين، وُجهاءَ في تعاملهم، حنونين في رفقهم، لن أنسى طيبوبتهم ما حييت.
كنت أحلم، ولا زلت، أن أكون لاعبًا يُشارك في الدوريات، أن أعيش لحظات التحدي والحماسة، أن أقضي وقتي في ما أحبّ. غير أن الواقع سرعان ما كشف لي وجهًا آخر، مختلفًا عن ذلك الحلم الوردي الذي رسمته. اكتشفت أن النادي لا يُعير اهتمامًا للاعبين الجدد، رغم مرور سنتين على انضمامي، لم تُتح لي فرص التمرن ولا حتى المشاركة. كان الأمل يخبو تدريجيًا.
بدل أن أُمسك كراتي الحديدية وأصطف إلى جانب زملائي في المنافسات، أصبحت ألعب الورق، “الكارطة” والرامي. تحوّلت وجهتي من ملعب الكرة الحديدية إلى رُكن الورق، حيث صارت الروابط الاجتماعية هناك حكرًا على القدامى، تحالفات قديمة وثنائيات وثلاثيات لا تقبل الانضمام.
وها هو “حسن”، ذلك الاسم الذي بات يتردد كنداء في ساحة الورق: “حسن، العب الورق”، أما الدوريات، فحديث آخر: “إن أردت المشاركة، فعليك بشراء بُدل رياضية كاملة لثلاثي!” هكذا ببساطة، تُغلق الأبواب في وجه الطامحين.
أجد نفسي اليوم مضطرًا للتفكير في تغيير الوجهة، ربما نحو نادي أولاد زيدوح، أو نحو أندية في مدن أخرى كآزمور أو الجديدة، بحثًا عن فرصة، عن اعتراف، عن مساحة أُثبت فيها نفسي.
وسأفتقد، بلا شك، بعض الزملاء – أو لنقل أصدقاء – الذين كانوا نعم الرفقة، وجزاهم الله خيرًا على حسن معاملتهم وصدقهم.
تجربتي هذه، وإن خيّبت بعض الآمال، فإنها منحتني دروسًا في الحياة: أن الطيبة لا تعني دائمًا الاحتواء، وأن الحلم يحتاج إلى أكثر من الشغف، يحتاج إلى بيئة تُؤمن بك.
