سليمان الريسوني واستغلال مأساة غزة: بطولة زائفة لأهداف شخصية

سليمان الريسوني واستغلال مأساة غزة: بطولة زائفة لأهداف شخصية
hassan faqir18 أبريل 2025آخر تحديث : منذ يومين


سليمان الريسوني واستغلال مأساة غزة: بطولة زائفة لأهداف شخصية

NaBae24//FQA

في خضم المأساة الإنسانية التي تشهدها غزة، حيث الدماء تسيل والدمار يطال كل شيء، يخرج علينا سليمان الريسوني بتصريحات ومواقف لا تخلو من الاستعراض والتناقض. فبدل أن يكون الصوت الصادق في الدفاع عن الحق الفلسطيني، نجده يوظف هذه التراجيديا الكبرى لتصفية حساباته الشخصية، ولرسم صورة لبطل من ورق أمام الرأي العام.
تساءل الريسوني بنبرة مشحونة ومبطنة بالتحريض: “أين الملايين من أبناء الشعب العربي؟” وكأنه فجأة تحوّل إلى الناطق الرسمي باسم فلسطين، أو إلى ضمير الأمة الذي كان غائبًا طوال السنوات الماضية. هذا السؤال الذي يطلقه اليوم لا ينم عن غيرة حقيقية على الشعب الفلسطيني، بل عن رغبة في ركوب موجة التعاطف الشعبي لصالح أجندته الخاصة. أين كان صوته حين كانت قضايا الداخل تحتاج إلى مواقف واضحة ومسؤولة؟ وأين كان حين كانت فلسطين تُستغل من بعض الأطراف لتبرير الفوضى وخطاب الكراهية والانقسام؟
الخطير في خطاب الريسوني ليس فقط في استغلاله للقضية الفلسطينية، بل في محاولته توجيه الاتهام والتحريض ضد الشعوب العربية، وكأن التقاعس المفترض سببه تخاذل الناس لا غياب القيادة السياسية أو تعقيدات الجغرافيا والسياسة. وكأن الشعوب العربية مطالبة كل مرة بإثبات ولائها لفلسطين تحت إشرافه الأخلاقي، هو الذي لم يُعرف عنه إلا إثارة الجدل واللعب على حبال المظلومية.
هذا النوع من الخطاب لا يخدم فلسطين، بل يعمّق الانقسام ويحول التعاطف النبيل مع غزة إلى مناسبة للسبّ واللوم والاستعراض الشخصي. فلسطين لا تحتاج إلى خطابات مشحونة بالخبث، ولا إلى شعارات جوفاء يُراد منها تلميع صورة المتحدث لا مناصرة الضحية. ما تحتاجه هو مواقف صادقة، فعلية، تتجاوز المزايدة والبطولة الزائفة.
في النهاية، يظل الشعب الفلسطيني أكبر من أن يُستعمل كورقة في معارك وهمية، أو كمسرح لعرض مواقف لا تخدم سوى أصحابها. وما أحوجنا اليوم إلى الصدق لا إلى الشعارات، إلى الفعل لا إلى الخطابة، وإلى من يدعم فلسطين بالفعل لا بمنشورات مشبوهة النوايا.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة