الأستاذة هاجر العيادر، شهيدة الواجب و ضحية انعدام الأخلاق
نبأ24 // حسن فقير
في مدينة أرفود المغربية، لفظت الأستاذة هاجر أنفاسها الأخيرة في مشهد صادم هزّ الضمير الإنساني، بعدما قُتلت على يد أحد تلاميذها. لم تكن هاجر مجرد أستاذة؛ كانت أمًّا ثانية لتلاميذها، منارة للعلم، وصوتًا للعقل في زمنٍ باتت فيه القيم تتآكل تحت وطأة الانفلات الأخلاقي.
رحلت هاجر وهي تؤدي واجبها النبيل، تُعطي وتزرع الأمل، لكن يدًا آثمة قررت أن تطفئ نورها، في لحظة فقدان تامة للوعي والمسؤولية والاحترام. لم يكن هذا الاعتداء البشع مجرد جريمة قتل، بل جرحًا غائرًا في جسد المجتمع، ودقًّا مؤلمًا لناقوس الخطر: ما الذي أوصل بعض تلاميذنا إلى هذه الدرجة من التهور وانعدام التربية؟
لقد أصبحت المؤسسة التعليمية مسرحًا للعنف عوض أن تكون فضاءً للتربية والتكوين، في ظل تراجع القيم داخل بعض البيوت، وتقاعس جهات كثيرة عن أداء أدوارها، من الأسرة إلى الإعلام، ومن السياسات العمومية إلى المجتمع المدني.
هاجر لم تُقتل فقط بسكين، بل قُتلت بصمتٍ طويل عن الانحدار الأخلاقي، وبلامبالاة تجاه معاناة رجال ونساء التعليم. إنها شهيدة الأخلاق قبل أن تكون شهيدة العمل.
رحم الله الأستاذة هاجر العيادر، وأسكنها فسيح جناته، وجعل مثواها الجنة، وألهم أهلها وزملاءها الصبر والسلوان. أما نحن، فعلى عاتقنا تقع مسؤولية أن لا تمر هذه الفاجعة مرور الكرام، بل أن نجعل من دمها الطاهر وقودًا لإصلاح ما أفسده التهاون.
فوداعًا يا هاجر، يا من علمتِ الأجيال… و غدرت بكِ قسوة القلوب.
