القيام بجولة في مدينة آزمور” مسقط رأسي” في يوم من أيام رمضان + ألبوم صور

القيام بجولة في مدينة آزمور” مسقط رأسي” في يوم من أيام رمضان + ألبوم صور
hassan faqir23 مارس 2025آخر تحديث : منذ أسبوع واحد

القيام بجولة في مدينة آزمور” مسقط رأسي” في يوم من أيام رمضان

نبأ 24// حسن فقير

       في أحد أيام شهر رمضان المبارك، قررت القيام بجولة في مدينة آزمور، ” مسقط رأسي “تلك المدينة المغربية العريقة التي تقع على ضفاف نهر أم الربيع، وتتميز بتاريخها العريق وأجوائها الروحانية المميزة خلال هذا الشهر الفضيل.

       مع إشراقة الشمس، بدت أزقة آزمور هادئة، يغمرها نسيم النهر العليل. رغم أن المدينة تتحرك ببطء في الصباح بسبب الصيام، إلا أن بعض الأسواق التقليدية بدأت في استقبال الزوار لشراء حاجيات الإفطار. تجولت في المدينة القديمة، حيث الجدران البيضاء والزرقاء تعكس طابعها الأندلسي، وشعرت بروح رمضان تسري في المكان من خلال الزينة الرمضانية والأدعية المنبعثة من المساجد الصغيرة المنتشرة في الأزقة.

      مع اقتراب الظهر، بدأت الحياة تدب في الأسواق الشعبية، مثل سوق الخميس، حيث اصطف الباعة يعرضون التمور، الحلويات التقليدية، والفواكه المجففة، وكل ما يحتاجه الصائمون لإعداد مائدة الإفطار. لم أستطع مقاومة رائحة الشباكية والبريوات التي تعد من الحلويات الرمضانية الشهيرة في المغرب.

       في فترة العصر، قصدت ضفاف نهر أم الربيع، وهو أحد أبرز معالم آزمور. هناك، وجدت بعض العائلات تجلس تحت ظلال الأشجار، يتبادلون الأحاديث في جو من السكينة. كما رأيت بعض الشباب يلعبون كرة القدم في انتظار أذان المغرب. منظر المياه المتدفقة وصوت الطيور كانا بمثابة لوحة طبيعية زادت من جمالية الأجواء الرمضانية.

      مع اقتراب وقت المغرب، عدت إلى قلب المدينة، حيث اجتمع الناس في الساحات العامة والمنازل استعدادًا للإفطار. من نوافذ البيوت، انتشرت رائحة الحريرة، الحساء المغربي التقليدي، بينما بدأ الأطفال في توزيع التمر والماء على المارة. مع أول أذان للمغرب، حل الصمت في المدينة، ثم انطلقت أصوات الأذكار والدعوات.

      بعد الإفطار، ازدانت المدينة بالحركة، حيث خرج الناس للتنزه و انا رحت  أداء صلاة التراويح في مسجد القصبة، أحد أقدم مساجد آزمور. أجواء الإيمان والخشوع كانت مهيمنة، والأنوار الرمضانية أضفت سحرًا خاصًا على المكان.

       في نهاية اليوم، أدركت أن آزمور في رمضان ليست مجرد مدينة، بل تجربة روحية وثقافية مميزة، تجمع بين التاريخ، الطبيعة، والطقوس الرمضانية الأصيلة. إنها مكان حيث يمتزج عبق الماضي مع دفء الحاضر، ويشعر الزائر فيها بروح رمضان بكل تفاصيله.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة