خُبْثُ سَريرة بوعشرين بخط يده

خُبْثُ سَريرة بوعشرين بخط يده
hassan faqir8 أغسطس 2024آخر تحديث : منذ شهر واحد

خُبْثُ سَريرة بوعشرين بخط يده

عن // نبأ 24

نشر توفيق بوعشرين تدوينة على صفحته في الفيسبوك كلها خبث ولؤم وتنطّع. فقد هاجم ساخرا ممن لم يحضروا للاحتفال معه بإطلاق سراحه ومغادرة أسوار السجن. طبعا من دأب على استغلال ضحاياه واسترقاقهن لسنوات طوال؛ ومن تلذذ بآلامهن النفسية والجسدية، ومن روى شبقه المرضي بدموعهن دون أن تتحرك في دواخله مشاعر الرأفة والشفقة، أو يستيقظ داخله ضميره المهني فينهاه عن اقتراف أفعاله الإجرامية في حق من رماهن حظهن العاثر بين يديه؛ لا يمكن أبدا أن يراجع نفسه وسلوكاته مثلما راجعها المعتقلون في ملفات الإرهاب الذين كانت لهم الشجاعة للاعتراف بأخطائهم ومراجعة عقائدهم. لكن يتأكد، من خلال تدوينة بوعشرين، أن العطف الملكي الذي شمله بالعفو وفتح أمامه باب الحرية، لم يترك أثرا ولا ولّد استجابة لدى بوعشرين ترقى بسلوكه وتطهر دواخله وتوقظ فيه ضمير الإنسان قبل ضمير الصحافي، أو ضمير الأب قبل ضمير المواطن. دخل السجن بدون ضمير ولا حس أخلاقي نبيل وخرج منه بدونهما.

الإناء ينضح بما فيه.

لم يتذكر بوعشرين، وهو يدوّن على صفحته خبثه ولؤمه، ضحاياه فيعتذر لهن عما ألحقه بهن من عار مس سمعتهن وسمعة أسرهن. هؤلاء أحق أن يتوسل إليهن الصفح الجميل والعفو الكريم. لكن خبث السريرة أنساه عذاب الضحايا وسياط الألسن وهي تجلد فيهن في كل وقت وحين. الاعتذار من شيم الكرام والخبث من صفات اللئام. فالإناء ينضح بما فيه.

فكما غاب الضمير لحظات الاغتصاب الذي مارسه بوعشرين على ضحاياه ووثق جرائمه على أشرطة مشمئزة أصابت محاميات، أثناء عرضها بقاعة المحكمة بالغثيان، غاب أثناء كتابة التدوينة.

 فلا الضمير المهني ولا الضمير الإنساني ولا الضمير الأخلاقي ولا الضمير الديني أيقظهم فيه العفو الملكي الكريم. لهذا لم يخص ضحيته المرحومة أسماء حلاوي بأدنى عبارات الترحم، ولا تضرّع إلى الله أن يشملها بواسع مغفرته. لقد بكى المغاربة المرحومة أسماء حلاوي التي كشفت عن وحشية بوعشرين وساديته. فكما لم يبكها من داخل السجن لم يبكها من خارجه. بل، بسبب لؤمه، لم يخص صغارها اليتامى ولو بتعزية مقتضبة يواسيهم بها في مُصابهم ويعتذرعما تسببه لهم فيه من آلام نفسية ترافقهم مدى الحياة.

كان على بوعشرين أن يخجل من نفسه ومن جرائمه وهو يظهر إلى العموم في وسائل الإعلام وفي الشارع وفي مواقع التواصل الاجتماعي. لكن لي وجهو قزدير لن يخجل من أفعاله. وكيف له أن يخجل أو يستحيي وهو الذي تفنن من اغتصاب ضحاياه وابتزازهن دون أن يتحرك داخله الوازع الديني أو الأخلاقي أو القانوني. أكيد شخص بهذا الخبث والدناءة لن يرضى الغيورون على المهنة أو المتشبعون بقيم المواطنة وحقوق الإنسان ان يشاطروه فرحته، ودموع ضحاياه لم تجف، وجراحاتهن النفسية لم تندمل بعد، وأبناء أسماء الحلاوي لم يشبّوا فيقووا على تحمل الأذى. وصدق المثل الشعبي المصري “لي اختشو ماتو”.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة