توفيق بوعشرين والسبع السنوات سجنا عِجَافْ!!!
عن // نبأ 24
يا وجع الضحايا وهن يطالعن الجلاد يتراقص على مأساتهن بعد نيله عفوا ملكيا كريما. ويا ظنوننا التي خابت حينما اعتقدنا أن “الرقاص يقدر ينسى شي نهار هزة الكتف”. ويلا قبح المرء وهو يختبئ بمكر واضح خلف عناية ملكية سامية انتشلته من غياهب السجون، رغم ما اقترفه من فضاعات جنسية لا يوازيها عدلا وإنصافا إلا إجمالي عدد سنوات السجن الصادرة في حقه.
سبع سنوات من السجن النافذ كانت كافية، من منظورنا، لأن تتبدل الأحوال وتُنَقَّحَ القناعات “الشاذة”، ويُهرول الفرد أكثر من أي وقت مضى صوب ربه سائلا العفو والصفح وراحة الضمير “الغائب”. وكما هو معلوم، فإن صقيع جدران الزنازين وإحساس توقف عقارب الساعة عن الدوران، من فرط ثِقل الوقت الجاثم على صدور المساجين يجعلهم الفئة الأكثر شوقا للحرية باعتبارها إكسير الحياة، بل عاينا والحالات كثيرة لمحكومين عبر العالم قد فارقوا الحياة لحظة خروجهم من السجن لأن الفرحة تمكنت من أفئدتهم غاية إطفائها.
كل ما سبق يتعلق، طبعا، بالتوبة النصوح ما خفي منها وما ظهر، تصدر عن أشخاص تُوبعوا في قضايا الحق العام وكتبت لهم الأقدار ولادة جديدة وانصهار موفق داخل المجتمع. إلا فئة أخرى لها رأي آخر، أمثال توفيق بوعشرين، مدير نشر يومية “أخبار اليوم” المتوقفة عن الصدور، وصاحب أقذر أريكة جنسية توجد بإحدى عمارات الأحباس بالدار البيضاء. الرجل إما وأنه نسي صكوك الاتهام التي قادته إلى غاية بوابة السجن عام 2018، أو ربما يتوهم أنه حاز العفو الملكي عن جدارة واستحقاق. لهذا، لن يغدوا مفاجئا من الآن فصاعدا، حتى وإن أمعن المعني بالأمر في نشر سيل من التدوينات، يُقَرِّعُ من خلالها ويُجَافي بعض المنتسبين للجسم الصحفي لأنهم قاموا بما يُميله عليهم عملهم وقت اعتقاله. إنه يُلقي باللوم على زملائه رغم إلمامه بنوافذ القول الصحفي ومسلماته وبديهيات الموضوعية والتجرد الخالص من أي اعتبارات ذاتية.
إنها سبع سنوات عِجَاف للأسف، أثمرت ناكرا للمعروف وجاحدا يتمسك بمبدأ “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”. لقد استنزف مغتصب “الحوامل” مقدرات المؤسسة السجنية من مأكل ومشرب وتطبيب دون أن يستقيم اعوجاجه. لكن، لحظة، ألم تكن شرارات هذا العناد والتحدي بادية على محياه منذ الوهلة الأولى التي لفظته فيها المؤسسة السجنية خارج أسوارها يوم 29 يوليوز المنصرم؟. لقد بدا مستهزأ حينذاك وغير أَبِهٍ بما يتفوه به لسانه، رغم أن الملف لم يُطوى بعد مادام في العمر بقية ومادامت الضحايا متمسكات حتى آخر رمق بما لهن من حقوق مادية، أما ما بذمته من حقوق معنوية فهي تبقى عالقة في عنقه إلى أن يبث فيها قاضي السماء.
فبين أول خطاب لتوفيق بوعشرين خارج أسوار السجن وهو يعتذر لكل من تضرر من ملفه الجنسي على طريقة “المهادنة أسلم لي حاليا”، وأول خطاب له داخل منزله وهو يستأسد على الزملاء وعامة الشعب المغربي، يكون الرجل قد دخل في صُلب الموضوع وأبان عن نواياه المضمرة في نفسه منذ سبع سنوات!!!