كان زلزال أرض، وكنّا طوفان حب.

hassan faqir16 سبتمبر 2023آخر تحديث : منذ 7 أشهر
hassan faqir
أقلام حرة
كان زلزال أرض، وكنّا طوفان حب.

كان زلزال أرض، وكنّا طوفان حب.

(مُبالِغٌ في الوصف، طاعن في الحماس. لكن، أرجوكم أخبروني)
أخبروني، في اي بلاد، بعد ثلاثة أيام، الغذاء في جنب الطرقات، ولا من يحتاج.
أخبروني، في اي بلاد، بات يصيح سكان قرية في وجه مروحية في السماء، كفى من الطعام.
أخبروني، في أي بلاد، تسابقت المدن في تسيير شاحنات الطعام واللباس.
أخبروني، في اي بلاد، يحمل الصغير والكبير الخبز والدماء، إلى الجريح والشريد.
أخبروني، في اي بلاد، ينصب حلاق كرسيّه وسط الخراب ويعتني بقصّات الرجال.
أخبروني، في اي بلاد، شيخ هرم على دراجته، يُسّلم نصف كيس دقيق، ويمضي.
اخبروني، في أي بلاد، من بعيد، يطلب طبيب عطلة، ويهرع لنجدة جريح ومكسور.
أخبروني، في اي بلاد، تدعو امرأة مكلومة منقذيها لكأس شاي وزعفران.
أخبروني، في اي بلاد، تنزع امرأة خاتمها الوحيد، وتعطيه.
أخبروني، في اي بلاد، يفقد رجل أسرته كاملة، وصابرا شاكرا يحمد الله.
أخبروني، في اي بلاد، من فوق منزل مهدم، تُضحِك امرأة عجوز ضيوفها الغرباء.
أخبروني، في اي بلاد، يفقد الأطفال آباءهم ثم يصبحون أبناء أمة كاملة.

كان زلزال أرض، وكنّا طوفان حب.
نعم. هزمنا الكارثة.

نور الدين سنيح

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة