المكتب المركزي للأبحاث القضائية يكشف معطيات جديدة بخصوص جـ ريمة القـ تل العمد لشرطي بالدار البيضاء

hassan faqir21 مارس 2023آخر تحديث :
المكتب المركزي للأبحاث القضائية يكشف معطيات جديدة بخصوص جـ ريمة القـ تل العمد لشرطي بالدار البيضاء

De // NaBae 24

أكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الشرقاوي حبوب، اليوم الجمعة بسلا، أن المشتبه فيهم في ارتكاب جريمة القـ تل العمد والتمثيل بجـ ثة شرطي بالدار البيضاء تشبعوا بالفكر المتـ طرف في الآونة الأخيرة، واعتمدوا أساليب وتكتيكات الإرهـ اب الفردي. وأوضح السيد حبوب، في ندوة صحفية خصصت لتسليط الضوء على تطورات جـ ريمة القـ تل العمد التي راح ضـ حيتها شرطي أثناء مزاولته لمهامه، أن المعطيات المتوفرة حاليا تؤكد أن “المشتبه فيهم الثلاثة تشبعوا بالفكر المتـ طرف في الآونة الأخيرة، إذ لم يعلنوا البيعة لتنـ ظيم داعـ ش الإرهـ ابي سوى منذ شهر ونصف تقريبا، وهو ما يرجح معطى وفرضية التـ.. ـطرف السريع، خصوصا في ظل مستواهم الدراسي البسيط والمتدني”.

وأضاف أن أحد الموقوفين الثلاثة، وهو المشتبه فيه الرئيسي، معروف بسوابقه القضائية العديدة في جـ رائم الحق العام، مشيرا إلى أن آخر سابقة قضائية له كانت في سنة 2013، عندما أدين قضائيا من أجل السرقة بالعنف واستهلاك المخدرات وحيازة السلاح الأبيض بدون سند مشروع.

وقال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية إن مسارات البحث “أكدت أن المشتبه فيهم اعتمدوا أساليب وتكتيكات الإرهـ اب الفردي لارتكاب جـ ريمتهم الغاشمة، قبل أن يستولوا على الأصـ فاد المهنية والسـ لاح الوظيفي للشرطي الضـ حية بغرض استخدامه في ارتكاب جـ ريمة لاحقة تتمثل في السطو على وكالة بنكية “.

وسجل أن إجراءات البحث مكنت من تأكيد عنصري “سبق الإصرار والترصد” في هذا المشروع الإرهـ ابي، بعدما ثبت أن المشتبه فيهم حددوا بدقة مكان الوكالة البنكية المستهدفة، وقاموا بجولات استطلاعية بمحيطها، واتفقوا على طريقة اقتحامها بغرض استغلال عائدات هذه الجـ ريمة في تمويل أنشطة إرهـ ابية.

وأكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية الدافع الإرهـ ـابي لهذه الجـ ـريمة فور توقـ يف المشتبه فيهم الثلاثة كما أوضحت المديرية العامة للأمن الوطني في بلاغها المنشور بخصوص هذه القضية.

وأشار إلى أنه، وحسب المعطيات التي توصل إليها فريق المحققين، إلى غاية هذه المرحلة من البحث، فإن المشتبه فيهم الثلاثة أعلنوا مؤخرا ولاءهم لتنـ ـظيم داعـ ش الإرهـ ـابي، بعدما قام أحد المشتبه فيهم بترديد ما يعتبرونه “قسم البيـ ـعة المزعومة”، والذي تبناه وردده باقي المشتبه فيهما، إيذانا بانخراطهم في تنـ ـظيم إرهـ ـابي ضمن مشروع جماعي يروم المساس الخطير بالنظام العام.

كما تشير المعلومات المتوفرة حاليا، حسب السيد حبوب، إلى أن المشتبه فيهم كانوا يخططون للالتحاق بمعسكرات تنـ.. ـظيم داعـ .. ـش بمنطقة الساحل، قبل أن يتراجعوا عن هذا المسعى بسبب نقص مصادر التمويل الكافية لتأمين السفر، وهو ما دفعهم لتبني طرح بديل وهو القيام بعمليات إرهـ.. ـابية محلية تستهدف رجال الأمن ووكالات بنكية ومؤسسات مصرفية.

من جهة أخرى، أكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه لم يكن من الممكن ترجيح أي فرضية من فرضيات البحث عند اكتشاف جـ .. ـثة الهـ .. ـالك بمسرح الجـ ـريمة، وهو ما جعل فريق المحققين يتعامل مع كافة الفرضيات الممكنة، بما فيها فرضية الدافع الإرهـ .. ـابي، على أنها مسارات قائمة تقتضي التحري والتقصي والتدقيق.

وأضاف أن “طريقة تنفيذ هذا العمل الإجـ .. ـرامي، وكيفية التمثيل بالجـ.. ـثة، ووظيفة الضـ ـحية كشرطي، ومكان الترصد به، ودلالات تجريده من سـ.. ـلاحه الوظيفي وأصـ فاده المهنية (…) كلها معطيات ومؤشرات أكدت منذ البداية أننا أمام عمل إجـ.. ـرامي منظم، ارتكبه أكثر من شخصين على الأقل، وأن خلفيات هذا العمل قد تكون بدوافع إجـ ـرامية صرفة، كالسرقة مثلا، أو قد تكون بخلفيات متـ.. ـطرفة”.

وتابع قائلا إن “فريق البحث عكف على تحصيل إفادات العشرات من الشهود بمحيط اكتشاف الجـ.. ـثة ومكان إضـ ـرام النار في السيارة، لكنها لم تحمل أي جديد في البحث، كما تم التعامل التقني والعلمي مع مجموعة هائلة من العينات والآثار المرفوعة من مسرح الجريمة”، مبرزا أن فريق المحققين قام بتفريغ واستقراء العديد من المحتويات الرقمية بغرض تحديد مسارات المشتبه فيهم، وكذا رصد المسار الذي سلكته سيارة الضـ.. ـحية، بعد إزهـ.. ـاق روحه الطاهرة والسطو على لوازمه المهنية وسيارته الشخصية.

وأكد السيد حبوب أنه، وبفضل الجهود المشتركة لفريق التحقيق من مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني، فقد تسنى تشخيص هوية المشتبه فيه الأول وتوقـ.. ـيفه بمدينة الدار البيضاء، ومباشرة بعد ذلك تم رصد مكان اختباء المشتبه فيه الثاني وتوقيفه بمنطقة سيدي احرازم بضواحي فاس، قبل أن يتم ضبط المشتبه فيه الثالث بمدينة الدار البيضاء.

وثمن مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية التفاعل الواسع والتجاوب الكبير للمواطنين والمواطنات مع فريق البحث والتحقيق، “إذ سجلنا تعاونا تلقائيا من جانب عدد كبير من المواطنين الذين كانوا يبلغون عن كل طارئ، ويقدمون إفاداتهم بشكل طوعي خدمة للعدالة، ويدلون بشهادتهم أملا في تنوير البحث واستجلاء الحقيقة وتوقيف المتورطين”.

كما أشاد عاليا بالتضامن الواسع الذي برهنت عليه فئات كبيرة من المجتمع المغربي، والتي تعاطفت مع أسرة الشرطي الصغيرة، ومع عائلته الكبيرة ممثلة في هيئة الأمن الوطني، وهو التضامن الذي تجسد في رسائل تعزية وتعاطف من مختلف أطياف وشرائح المجتمع المغربي.

وقال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية “في هذه المرحلة من البحث، يمكننا الحديث عن خلية إرهـ ـابية تتألف من ثلاثة مشتبه فيهم رئيسيين: وهم الأميـ.. ـر المزعوم لهذه الخلية الإرهـ.. ـابية ويبلغ من العمر 31 سنة، والمشتبه فيه الثاني البالغ من العمر 37 سنة، وهما اللذان شاركا في التنفيذ المادي لجـ.. ـريمة القـ.. ـتل العمد والتمثيل بجـ.. ـثة الشرطي الضـ.. ـحية. أما المشتبه فيه الثالث، فيبلغ من العمر 50 سنة، وقد شارك بكيفية فعلية في تغيير معالم الجـ.. ـريمة وطمس الأدلة بعد إضـ.. ـرام النـ.. ـار عمدا في سيارة الضـ.. ـحية “.

كما يمكن الجزم أيضا، يضيف السيد حبوب، بتحييد مخاطر هذه الخلية الإرهـ..ابية، وصد تهديداتها المحدقة بأمن الأشخاص والممتلكات، خصوصا بعدما نجح فريق المحققين في استرجاع السلاح الوظيفي والرصاصات الخمس المسروقة، حيث أكدت الخبرات الباليستية التي أنجزها مختبر الشرطة العلمية والتقنية عدم استعمال هذا السـ.. ـلاح في إطلاق أي رصـ.. ـاصة من قبل المتورطين.

وبخصوص مسارات البحث المعتمدة لاستجلاء حقيقة هذه الجـ.. ـريمة الإرهـ.. ـابية الآثمة، وتوقيف الضالعين فيها، قال السيد حبوب إنها تتويج لعمل مشترك وتنسيق ميداني محكم بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ومصالح المديرية العامة للأمن الوطني، ممثلة في المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء والفرقة الوطنية للشرطة القضائية وخبراء الشرطة العلمية والتقنية.

وأشاد كذلك بالمساهمة التي قدمتها مصالح الدرك الملكي خلال الإجراءات التمهيدية لهذه القضية، خصوصا في عمليات المعاينة والمسح المكاني بمسرح اكتشاف جـ.. ـثة الشرطي الضـحية، وكذا بمكان إضـ… ـرام النار عمدا في سيارته الخاصة وإهمالها بمنطقة قروية.

كما تقدم بالشكر لممثلي السلطة المحلية، الذين لم يدخروا أي جهد في تقديم الدعم والإسناد اللازمين، لتسهيل مأمورية ومهام فرق البحث والتقصي والتمشيط المكاني.

وشدد، في نفس السياق، على أن جميع إجراءات البحث الميداني، والخبرات التقنية والعلمية المنجزة في هذه القضية، وكذا عمليات التشخيص التي ساهمت في توقيف المشتبه فيهم، تمت تحت الإشراف المباشر للنيابة العامة بمدينة الدار البيضاء في المرحلة الأولى من البحث، وبتوجيه فعلي من النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهـ.. ـاب بعدما برز الطابع المتطرف والإرهـ.. ـابي لهذه الجـ.. ـريمة الغاشمة.

وأكد السيد حبوب على أن إجراءات البحث الذي أسندته النيابة العامة المختصة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تتواصل حاليا بتنسيق مع مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، وذلك من أجل رصد الارتباطات المحتملة لهذا العمل الإرهـ.. ـابي، وتشخيص جميع المتورطين المفترضين في المشاركة والمساهمة في تنفيذه، بالإضافة إلى الكشف عن كافة الخلفيات والملابسات المحيطة بهذه القضية، والتي أودت بحياة الشرطي الضحية الذي كان شهيدا للواجب الوطني وهو يسدي خدمات أمنية بالشارع العام.

وذكر بأن تفكيك هذه الخلية الإرهـ.. ـابية المتورطة في ج ـ.. ـريمة القـ.. ـتل العمد والتمثيل بجـ.. ـثة الشرطي الضـ.. ـحية، جاء متزامنا مع مشروع إرهـ.. ـابي وشيك تم تحييد مخاطره وإجهاضه من طرف مصالح الأمن بمدينة أسفي بتعاون وثيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

ويتعلق الأمر هنا كذلك، يسجل الشرقاوي حبوب، بشخص متطرف موالي لتنظيم داعـ.. ـش، جرى توقيفه بمدينة أسفي أول أمس الأربعاء، وذلك بعدما أعلن البي .. ـعة للأمير المزعوم لهذا التنظيم الإرهـ.. ـابي، ووثق ذلك في محتوى رقمي، إيذانا بالانتقال لمرحلة التنفيذ المادي لمشروعه الإرهـ.. ـابي، مشيرا إلى أنه قد تم إخضاع هذا الأخير بدوره لإجراءات البحث القضائي الذي عهدت به النيابة العامة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، للكشف عن جميع عناصر ومعالم مشروعه الإرهـ.. ـابي.

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة