عجرفة” ماكرون تقود النفوذ الفرنسي إلى الانهيار عالميا و الاحتجاجات الدخلية تنذر بأيام عصيبة
De // NaBae 24
التراجع و الانهيار سمتان بارزنان للوضع الحالي لفرنسا على الصعيد العالمي..الوضعية الحالية الموسومة بالاحتجاجات و المظاهرات تعكس النكسات المتتالية للدبلوماسية الفرنسية؛ التي تلقت في عهد الرئيس إيمانويل ماكرون نكسات وصفعات على أكثر من واجهة.
سنة 2021، تلقت الدبلوماسية الفرنسية انتكاسات متتالية مع تآكل قوتها الناعمة وتراجع نفوذها، حتى في معاقلها التقليدية. وزادت حدة هذا التراجع في خضم تشكل نظام عالمي جديد على ضوء تداعيات الحرب في أوكرانيا.
الدبلوماسية الفرنسية تعرضت خلال السنوات الماضية لمجموعة من الإخفاقات أظهرت تراجعا مطردا للنفوذ الفرنسي على عدة أصعدة. ولعل أكبر صدمة تلقتها باريس في السنوات الأخيرة، كانت في شتنبر 2021، حين ألغت أستراليا وبشكل مفاجئ “صفقة القرن” المتعلقة بشراء غواصات فرنسية بقيمة 56 مليار يورو، بعدما فضّلت كانبيرا غوّاصات أمريكية تعمل بمحركات نووية في إطار سمي باتفاق “أوكوس” بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا.
في شمال إفريقيا، تلقت فرنسا ماكرون صفعات متتالية؛ لا تقل أهمية في منطقة تتمتع فيها تقليديا، كقوة استعمارية سابقة، بنفوذ كبير؟ حيث فشلت باريس في الحفاظ على علاقات متوازنة بين الرباط والجزائرفي وقت يشهد فيه العالم تقلبات جيوسياسية أعادت خلط الأوراق في المنطقة المغاربية.
واسهم عدم استيعاب فرنسا للزخم الدبلوماسي لقضية الصحراء المغربية، في تراجع باريس، حيث عجزت عن التعامل مع تداعيات اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء المغربية متبعة سياسة المراوحة في محيط سريع التحرك. وليس من الواضح بعد ما إذا كانت باريس ستكون جزء من الحل أم من مشكل يقض مضجع المنطقة منذ قرابة خمسة عقود.
كما تراجع النفوذ الفرنسي في إفريقيا التي تشكك نخبها الشابة في جدوى التعامل مع باريس التي تعتمد في سياستها الإفريقية على شبكة نفوذ موروثة من المرحلة الاستعمارية، و قد سعى ماكرون في هذا الصدد إلى بلورة رؤية استراتيجية جديدة تجاه القارة السمراء في مواجهة تنافس شرس لقوى صاعدة كروسيا عبر ذراعها العسكري “مجموعة فاغنر” أو دول أخرى كالصين وتركيا؛ لكن الوقاىع اظهرت ان فرنسا في خبر كان.
في خضم أزمة الطاقة العالمية، دفعت بالرئيس إيمانويل ماكرون إلى الدفع باتجاه تعزيز محور باريس- الجزائر تزامنا مع سعي الرباط إلى حسم ملف الصحراء نهائيا مدفوعة بدينامية الاعتراف الأمريكي بسيادتها على الأقاليم الصحراوية.
وضع دفع بالرئيس إيمانويل ماكرون إلى جعل من تحسين العلاقات الجزائرية الفرنسية إحدى أوليات سياسته الخارجية، خصوصا بعد أزمة الطاقة التي نشأت إثر العدوان الروسي على أوكرانيا، غير أن التقارب مع الجزائر تطبعه الهشاشة وغياب الثقة، كما ظهر مؤخرا في الأزمة التي حدثت بين البلدين، بعد هروب الناشطة الجزائرية المعارضة أميرة بوراوي التي تملك أيضا الجنسية الفرنسية، حيث اتهمت السلطات الجزائرية الاستخبارات الفرنسية بتهريب بوراوي إلى باريس عبر تونس.
كما اضطرت فرنسا للانسحاب على التوالي من مالي ثم بوركينا فاسو بعد انقلابين عسكريين في البلدين، حيث تقول باريس إن روسيا تستخدم عمليات تضليل إعلامي واسع لتغذية الشعور المعادي لفرنسا كقوة استعمارية سابقة، في منطقة باتت تشهد منافسة حامية الوطيس بفعل بروز قوى صاعدة جديدة؛ حيث نجد بالإضافة إلى روسيا، الصين وتركيا التي حققت خلال السنوات القليلة الماضية اختراقات كبرى أزعجت إلى حد كبير النفوذ الفرنسي التقليدي.
تراجع النفوذ الفرنسي اقتصاديا وسياسيا و دبلوماسيا على الصعيد العالمي، يزيده تأزما الأوضاع الداخلية المتدهورة في ظل استمرار الاحتجاجات و المظاهرات المناهضة لإصلاح نظام التقاعد، و الذي يرفضه الشعب الفرنسي؛ وتحويل الحكومة الفرنسية تمريره بمنطق العصي و الهراوات.