دلالات ورهانات استقبال مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية من طرف عبد اللطيف حموشي
De // NaBae 24
المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، عقد سلسلة اللقاءات والمباحثات رفيعة المستوى مع مسؤولي أجهزة المخابرات والمؤسسات الأمنية في عدد من الدول الكبرى، في طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا والأراضي المنخفضة، وغيرها.يواصل
ووفق ما كشف بلاغ للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء مساء يوم الجمعة، فقد استقبل عبد اللطيف حموشي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بورنز، الذي كان مصحوبا خلال هذه الزيارة بعدد من كبار مساعديه وبسفير الولايات المتحدة الأمريكية المعتمد بالرباط.
نسق متزايد للتعاون
في أقل من عشرة أشهر تقريبا، التقى عبد اللطيف حموشي في مناسبتين، على التوالي، بكل من أفريل هاينز، مديرة مجمع الاستخبارات الأمريكية التي تشرف على حوالي 17 وكالة للاستخبارات، ووليام بورنز، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، وكريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.
فخلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال يومي 13 و14 يونيو 2022، التقى عبد اللطيف حموشي بالمسؤولين الأمريكيين الثلاثة، الذين يشغلون أهم وأكبر الأجهزة الاستخباراتية والأمنية الأمريكية، قبل أن يستقبلهم في زيارات متفرقة بالرباط خلال الفترة الأخيرة.
ويعكس هذا النسق المتزايد في وتيرة اللقاءات الثنائية بين المسؤول الأمني والاستخباراتي المغربي ونظرائه الأمريكيين، الأهمية البالغة التي أصبحت تشغلها المؤسسة الأمنية المغربية في محيطها الدولي والإقليمي، كما يؤشر هذا النسق المتنامي كذلك على محورية ومركزية التجربة المغربية في مكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار في افريقيا، وتحديدا في منطقة الساحل والصحراء.
مباحثات بأبعاد عابرة للحدود
أكد بلاغ المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أن زيارة وليام بورنز إلى المغرب تأتي “في سياق الاجتماعات الثنائية بين الطرفين، كما أنها تشكل مناسبة لمتابعة تنزيل مخرجات زيارة العمل التي قام بها المدير العام لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال يومي 13 و14 يونيو 2022، والتي التقى فيها بكل من السيدة أفريل هاينز مديرة أجهزة المخابرات الأمريكية، والسيد وليام بورنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية، والسيد كريستوفر راي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي”.
وأضاف البلاغ أن المباحثات الثنائية بين عبد اللطيف حموشي ووليام بورنز “تمحورت حول تقييم الوضع الأمني والمخاطر المرتبطة به على المستويين الإقليمي والجهوي، ودراسة التهديدات والتحديات الأمنية الناجمة عن توتر الأوضاع في بعض مناطق العالم، فضلا عن رصد واستشراف مخاطر التنظيمات الإرهابية، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء”.
وليس هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إشراك المؤسسة الأمنية المغربية في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، وفي تقييم الأوضاع الأمنية الناشئة عن توتر الأوضاع في بعض مناطق العالم؛ فقد سبق التأكيد على هذه الشراكة الاستراتيجية سواء في اللقاءات المنجزة مع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، أو في المحادثات مع رئيسة مجمع أجهزة الاستخبارات الأمريكية أفريل هاينز.
وتوسيع دائرة النقاش بين عبد اللطيف حموشي والمسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين الأمريكيين، لتشمل مناطق ودولا بعيدة جغرافيا، وتحديات كبرى ترتبط بالأمن والاستقرار الدوليين، يؤكد بجلاء الدور المتزايد للمؤسسة الأمنية المغربية وريادتها في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
وقد تم التأكيد على هذه الأهمية في البلاغ المنشور في أعقاب استقبال عبد اللطيف حموشي وليام بورنز، الذي أكد أن زيارة هذا المسؤول الأمريكي الكبير تعكس “متانة وعمق علاقات التعاون الاستراتيجي والتنسيق الأمني والاستخباراتي بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية، كما أنها تأتي كذلك لتأكيد الرغبة المشتركة للطرفين في تدعيم هذا التعاون، وتوطيد التنسيق البيني في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي لمختلف التهديدات الأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
ريادة مغربية رغم حملات التشهير
في الوقت الذي أصبح فيه المغرب محطة أساسية وقبلة ضرورية لكبار المسؤولين الأمنيين الأمريكيين والأوروبيين لمناقشة تطورات الأوضاع الأمنية المتأزمة في عدد من مناطق العالم، نجد في المقابل أن هناك العديد من الجهات الأجنبية التي تحاول النيل من هذه الريادة الأمنية المغربية عبر حملة ممنهجة من التشهير والتشكيك.
وقد انخرطت في هذه الحملة الشعواء أوساط صحافية فرنسية وإسبانية يتقدمها الصحافي عبد الحق سامبريرو ايناسيو، الذي يتهم مصالح الأمن المغربية بمحاولة التدخل في الشؤون الداخلية الإسبانية، متجاهلا أن وزارة الداخلية الإسبانية اعترفت في العديد من المناسبات بالدور الكبير الذي لعبته المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في إجهاض مخططات إرهابية وشيكة كانت تستهدف إسبانيا وسلامة مواطنيها.
بل إن هناك من ذهب مؤخرا إلى حد اتهام المغرب ومؤسسته الأمنية بأنهما يعيشان “حالة عزلة إقليمية”، في ضرب من ضروب الحرب النفسية المفضوحة التي تحاول دفع الأجهزة الاستخباراتية المغربية إلى الانكفاء على نفسها. وهذا الأسلوب العدائي معروف ومصنف ضمن تكتيكات الحروب الهجينة، التي تراهن على البروباغندا والأخبار الزائفة لاستهداف مراكز الثقل داخل الدولة.
لكن تواتر استقبال عبد اللطيف حموشي كبار المسؤولين الأمريكيين، الذين يصنعون القرار الأمني والاستخباراتي والسياسي الأمريكي، يؤكد بجلاء أن المغرب أضحى يشكل حاليا قطب الرحى في السياسات الأمنية الإقليمية والدولية، وأن عبد اللطيف حموشي استطاع أن ينقل التجربة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب من الترصيد الوطني إلى الإشعاع الدولي.