علي المرابط يُعلن نفسه رسميا “شياتا” للكابرانات… عندي اتصالات متينة مع الجزائر والبوليساريو وأستأذن منهم أولا قبل نشر أي خبر عنهم !
De // NaBae 24
كم جميل أن يتصالح الإنسان مع نفسه. وكم جميل أن يعترف المرء بما كان ينكره بالأمس القريب. وكم جميل ورائع أن “يخرج ليها ديريكت” كما يقال في الدارجة المغربية.
علي المرابط الذي طالما كان ينكر ولاءه للنظام العسكري الجزائري ولمخابراته، خرج اليوم بكل وضوح وصراحة يلقي عليه الورود ويخطب وده ويُتحفه بأحلى ما جادت به قريحته من إطراء ومدح ومجاملة.
في آخر فيديو له على قناته في “اليوتيوب”، بتاريخ 25 نونبر الجاري، قال علي المرابط بأن له اتصالات غير رسمية متميزة مع مسؤولين في الجزائر والبوليساريو، وأنه قبل أن يقوم بنشر أي خبر يهمهم، يتصل بهم أولا ليتأكد من صحة ما ينوي نشره، قبل النشر، مؤكدا أن له ثقة كبيرة فيهم وفي ما يمدونه من أخبار ومعلومات.
تصريحات علي المرابط بقدر ما قد تفاجئ البعض، فهي ليست بشيء جديد في تاريخ علاقاته المشبوهة والمتشعبة مع أوساط استخباراتية جزائرية وأخرى انفصالية مرتبطة أساسا بالبوليساريو، والتي نسجها أساسا بهدف الإضرار بمصالح المغرب تحت غطاء الصحافة، بينما لا يعدو أن يكون دوره قلما مأجورا مكلف بتسويق الأطروحة المعادية للمملكة.
وفي هذا الصدد، لن ينسى المغاربة كيف اجتهد علي المرابط في تسويق صورة وردية عن البوليساريو في نونبر 2004، عندما ذهب إلى تندوف لإجراء حوار مع زعيم عصابة البوليساريو عبد العزيز المراكشي، حيث قدم الكيان الانفصالي إلى الرأي العام في صورة تنظيم ديمقراطي وأن المحتجزين في المخيمات يعيشون أزهى عصور الرفاهية والرخاء.
تصريحات المرابط بهذا الشكل، ليس فقط المنحاز للنظام الجزائري، وإنما التجميلي، هو ما يصطلح عليه في العامية الجزائرية بـ “التشيات”… نعم ! علي المرابط اليوم أبان عن حس عال من “التشيات” في حق النظام الجزائري، مقابل جلده المعتاد للمغرب ولمؤسساته.
الخطير في تصريحات المرابط ليس هو مدحه للنظام الجزائري أو الكيان الانفصالي، وإنما تأكيد حرصه على التحقق من الأخبار التي ينشرها عنهم قبل نشرها، بينما لا يفعل الشيء نفسه عندما يتعلق بالمغرب.
بمعنى آخر المرابط يتعامل مع الجزائر والبوليساريو بمنطق “الصحفي المهني” بينما يتعامل مع المغرب بمنطق “البروباغنديست”… هذا هو الوجه الحقيقي لعلي المرابط الذي جعل من نفسه خنجرا في يد خصوم المغرب وسهما في رمح أعداء الوطن.