المحامي المروري: بات ليلة في الـﯕلتة أصبح ابن عمّ “الجْرَان”
De // NaBae 24
النضال له قواعده السياسية وقيمه الأخلاقية، بحيث ليس لأي كان أن يصير مناضلا ومحاربا للفساد. ذلك أن المناضل الحقيقي ينطلق من خلفية وطنية تؤسس لقناعاته بالانخراط في النضال الشريف من أجل بناء مؤسسات ديمقراطية تخدم الشأن العام لعموم الشعب المغربي. كما يتصف هذا المناضل بأخلاق الاستقامة والنزاهة ما يعطي لآرائه ومواقفه مصداقية وإشعاعا سياسيا وثقافيا. من هنا يكون النضال تجسيدا للوطنية الحقة. مناسبة هذا الحديث هي مقالة نشرها المحامي المروري المعروف بـ”محامي حزب العدالة والتنمية، والرئيس السابق لهيئته الحقوقية “منتدى الكرامة”، والفارّ إلى دولة كندا بعد أن نهب أموال ضحاياه بالنصب والاحتيال، تحت عنوان ” ما الذي يقع في المغرب؟ اختلاف مؤسسات، أم صراع نفوذ وأجهزة؟”، حاول فيها ،يائسا، تقمص دور “المناضل” من أجل الصالح العام.
بات ليلة في الـﯕلتة أصبح ابن عم “الجْرَان”(الضفادع).
قبل التطرق إلى بعض مضامين المقالة إياها، يكون مفيدا معرفة حقيقة هذا المحامي الفارّ من العدالة والمتورط في ملفات الفساد والنصب والتزوير والتهرب الضريبي إذ في ذمته 400 ألف درهم أي 40 مليون سنتيم. إضافة إلى340مليون درهم لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، لأنه لم يسبق أن صرح للصندوق بمستخدميه.
كل هذه الفضائح المالية وغيرها كثير تطوق ذمة هذا “المناضل المرتزق” الذي قرر أن يسجل كل أملاكه في اسم زوجته حتى لا يتم الحجز عليها ثم يفر إلى الديار الكندية. وبدل أن يقدّم نفسه للعدالة ويسدد ما عليه من ديون لفائدة أصحابها إبراء لذمته، فضل ركوب “النضال الخاوي” والانضمام لجوقة الغربان الناعقة التي تخصصت في النعيق والنهيق والنقيق متوهمة أنها بأفعالها الخسيسة هذه ستنال من سمعة المغرب ومصداقية مؤسساته الدستورية. فالمحامي إياه يصدق عليه المثل الشعبي ” بات ليلة في الـﯕلْتَة أصبح ابن عم “الجْرَان”(الضفادع). فهو لا عهد له بالنضال ولا خلفية ديمقراطية أو وطنية تسمح له بلعب دور المناضل النزيه؛ بل التحق للتّو بجوقة الناعقين، وبالكاد قضى ليلة واحدة في الـﯕلْتَة (البِرْكَة الراكدة) فأصبح ينقّ نقيق الضفادع.
عاهرة تحاضر في الشرف.
دون أن يخجل المحامي المروري من نفسه ومما يجره خلفه من ملفات وقضايا كلها تتعلق بالفساد والتزوير والنصب والاحتيال، يأتي مرتديا قناع الناقد لمؤسسات الدولة وراكبا قصْبته الهشّة معتقدا أنها حصان جامح سيخوض به معاركه الوهمية ضد مؤسسات الدولة وأطرها. حقا يصدق عليه المثل الشعبي
“لي شفتيه راكب على قصبة قوليه مبروك العَوْد”. إن مثل المروري كمثل العاهرة التي تحاضر في الشرف. فهو غارق من رأسه حتى أخمص قدميه في الفساد والتهرب الضريبي ونهب أموال ضحاياه بعد أن نصب عليهم، وبدل أن يواجه القضاء بكل شجاعة ويرافع عن نفسه ضد التهم الثابتة في حقه، أو يسدد ما عليه من ديون، اختار، كما يفعل الجبناء عادة، توزيع التهم والسباب في كل اتجاه.
راه راه ولغوات وراه.
إن الشرف والنزاهة أبعد ما يكون عمن يجري الفساد في عروقه واتخذه أسلوب حياته وأداة تسلقه الاجتماعي. فمن تطارده شكايات الضحايا وملفات الفساد أمام المحاكم حتى صار تجسيدا للمثل الشعبي: “راه راه ولغوات وراه”، لن تناسبه أبدا جُبة “المناضل” من أجل النزاهة والمصداقية. ومن يجْبُن عن مواجهة ضحاياه لن يستطيع أبدا أن يكون لنقيقه أدنى أثر أو تأثير إعلاميا أو سياسيا حتى ولو اجتمع الناعقون وكان بعضهم لبعض داعما ونصيرا. ذلك هو حال المحامي المروري الغارق في الفساد والناعق في الخلاء.