هشام جيراندو وأسلوب القوة الناعمة.. مسرح سياسي وتخطيط تكتيكي من طرف أجهزة الإستخبارات الأجنبية للكشف عن عورة “مزيفة” للفساد في المغرب
De // NaBae 24
عرف المغرب في السنوات الأخيرة ظهور العديد من المعارضين “الوهميين” على شبكات التواصل الإجتماعي، حيث حاولت العديد من الدول المعادية عبر أجهزة استخباراتها إلى بسط سيطرتها على قطاع الإعلام بالمغرب عبر إنشاء صحف ومواقع وقنوات إلكترونية تبث من خارج أرض الوطن، إضافة إلى التحكم في مختلف المحتويات المنتشرة على شبكات التواصل الإجتماعي، عن طريق كتابة تدوينات وتعليقات بتقنية “الذباب الإلكتروني” بهدف السيطرة على عقول وأذهان المغاربة وتوجيههم إلى خلق نقاشات عمومية ” وهمية”، من أجل تحقيق مصالح تلك الدول بطريقة غير مباشرة أي عن طريق الجاذبية بدلاً من الإرغام.
فما علاقة المدعو هشام جيراندو بالتخطيط التكتيكي لأجهزة الإستخبارات الأجنبية وماذا عن أسلوب القوة الناعمة؟
فكما هو معلوم فإن المغرب لديه أعداء من مخلتف دول العالم، ومنهم من يحاول التأثير في التوجيهات والخيارات العامة للمجتمع المغربي، وذلك استناداً على أسلوب القوة الناعمة، الذي يعتمد بشكل أساسي على جاذبية النظام السياسي والاجتماعي والثقافي للبلاد التي لديها مصالح استراتيجية في المملكة المغربية.
ومن أجل تنفيذ مخططاتهم، تقوم هذه الدول بتوظيف منظومة القيم بمختلف توجهاتها بدلاً من الاعتماد على أسلوب الإكراه أو التهديد في تحقيق الأهداف، وهذه الجاذبية “المفبركة” يتم نشرها على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الإجتماعي وذلك بإستخدام أسلوب أدبي عاطفي مبني على الثقافة الشعبية، وفي سياقات أخرى يتم استغلال المنظمات الدولية غير الربحية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل تمرير أفكارهم “التخريبية” إضافة إلى استغلال نفوذ الشركات والمؤسسات التجارية الكبرى نظراً لقدرتها على تشكيل تصورات ومفاهيم المواطنين وتلوين ثقافتهم وتوجيه سلوكياتهم على المستويين السياسي والإجتماعي.
هذا التخطيط التكتيكي تم توظيفه بشكل كامل مع المدعو هشام جيراندو، فمنذ التحاقه بالديار الكندية كمهاجر بسيط، استطاع وفي فترة وجيزة تحقيق نجاحات مهنية كبيرة، ما جعل أجهزة الإستخبارات الأجنبية تقتفي خطاه، خصوصاً عندما تم إنتخابه كعضو في مجلس إدارة الشركة المركزية لتطوير الأعمال بمنطقة “شابانيل” بمدينة مونتريال الكبرى، حيث تم تجنيده وتدريبه على مستوى عالي لتنفيذ أجندة الدول المعادية تجاه المغرب، كما استفاد من دورات تكوينية في تقنيات التواصل على الشبكات الإجتماعية ( فيسبوك – تويتر – يوتيوب – تيك توك ) مقابل التستر على جرائمه المالية ومصدر ثروته التي حامت حولها شبوهات كبيرة، خصوصاً بعد تورط شركاته المختصة في النسيج وصناعة الأسلحة في تعاملات مشبوهة مع شبكات دولية للإتجار في البشر وتبييض الأموال.
ومن خلال تتبع الفيديوهات التي يقوم بنشرها المدعو هشام جيراندو، يتبين أنه لا يشتغل لوحده بل هناك طاقم احترافي ينتمي إلى أجهزة استخباراتية يملي عليه التعليمات من وراء الكاميرا، وهكذا فإن خيوط اللعبة بدأت تتضح، والهدف هو كسر شوكة المغرب العالقة في حناجرهم، خصوصاً بعد النجاحات الكبيرة التي عرفتها المملكة المغربية في مختلف القطاعات.
هذه الورطة الكبيرة التي سقط فيها هشام جيراندو، جعلته يسارع الزمن من أجل تنفيذ أوامر الأجهزة الإستخباراتية التي يشتغل لصالحها، عبر نشره لفيديوهات مسيئة للمغرب ومؤسساته في مختلف شبكات التواصل الإجتماعي، وذلك بالإعتماد على أسلوب القوة الناعمة لإقناع جمهور واسع من المغاربة حول العالم ، وذلك نظراً لقدرته على استمالة الناس بالحجج الواهية، بل القدرة على الجذب “الوهمي” الذي يؤدي إلى الإذعان، فتتحول الادعاءت السياسية ” المفبركة” إلى حقائق مشروعة في عيون الآخرين، وهكذا فإن رقعة القوة الناعمة تتسع بشكل كبير وتتحول إلى مسرح سياسي للكشف عن عورة “مزيفة” للفساد في المغرب.