تنظيمٌ يليق بالعرس القاري
NaBae24
تنطلق كأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب في صورةٍ تُشبه البلاد حين تُقرر أن تُظهر أفضل ما لديها: انضباط، احترافية، وجرعة عالية من الثقة في القدرة على استضافة العالم. فمنذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن المغرب لا يريد فقط تنظيم بطولة قارية، بل تقديم نموذج متكامل في كيفية إدارة الأحداث الكبرى، أمنياً ولوجستياً وجماهيرياً.
وبحسب ما أوردته صحيفة أتالاير الإسبانية، فإن عبد اللطيف حموشي أشرف بنفسه على قيادة المنظومة الأمنية منذ حفل الافتتاح، في خطوة تعكس حجم الرهان وأهمية الحدث. منظومةٌ حديثة تعتمد شبكة مراقبة تفوق 6000 كاميرا موزعة بعناية، إضافة إلى مراكز تنسيق داخل الملاعب، وطائرات بدون طيار، وفرق تدخل مُدرَّبة على أعلى مستوى. هيكلٌ محكم يجعل من الأمن ليس مجرد واجب، بل جزءاً من تجربة المتفرج.
الأمر لم يتوقف عند المعدات والتقنيات، بل شمل العنصر البشري باعتباره حجر الأساس. آلاف العناصر خضعوا لتدريبات مكثفة في إدارة الجمهور، تنظيم تدفقات المشجعين، والتعامل مع الحالات الطارئة دون تعطيل متعة العرس الكروي. أما البوابات الإلكترونية الحديثة، فقد جعلت عملية العبور أكثر سلاسة وأقل ازدحاماً، ليجد الزائر نفسه أمام تجربةٍ تحترم وقته وتقدّر حضوره.
بهذا المستوى من التنظيم، يبعث المغرب برسالة واضحة: إنه قادر على الجمع بين حرارة المدرجات ورفاهية الضيافة وسلامة الجمهور. قادر على أن يقدّم بطولة تُقاس بالتشويق داخل الملعب، وبالاحترافية خارجه. إنها أكثر من مجرد كأس إفريقيا… إنها مناسبة أخرى لتأكيد أن المغرب بات عنواناً للثقة في القارة.
عمود أسبوعي يوقعه الكاتب الصحفي ذ. حسن فقير
