حين يصير القرب عند المندوبية الجهوية للصندوق المغربي للتقاعد بالدار البيضاء سياسة عمومية لا شعارًا عابرًا
NABAE24
لم يعد التواصل في العمل العمومي ترفًا مؤسساتيًا، ولا مجرد واجهة بروتوكولية تُستحضر عند الحاجة، بل أضحى ركيزة أساسية من ركائز جودة الخدمة وبناء الثقة مع المرتفق. ومن هذا المنطلق، يبرز انفتاح المندوبية الجهوية للصندوق المغربي للتقاعد بالدار البيضاء على جمعيات المتقاعدين كنموذج عملي يُجسّد مقاربة القرب في أبهى صورها.
ففي زمن تتعالى فيه أصوات المتقاعدين بحثًا عن الإنصات والوضوح وتبسيط المساطر، اختار الصندوق المغربي للتقاعد، عبر مندوبية الدار البيضاء، أن يفتح الأبواب، لا فقط أمام الملفات، بل أمام الحوار المباشر والمسؤول مع جمعيات تمثل فئة أفنت عمرها في خدمة الوطن. انفتاحٌ يؤكد أن المتقاعد ليس رقمًا إداريًا، بل شريكًا في النقاش وفاعلًا في تقييم الخدمة العمومية.
لقد شكّلت اللقاءات المفتوحة والندوات العلمية المنظمة لفائدة متقاعدي جهة الدار البيضاء–سطات فضاءات حقيقية لتبادل الرأي والخبرة، ومناسبات لتعميق الفهم الجماعي لمستجدات منظومة التقاعد، بعيدًا عن لغة التعقيد والغموض. وهي مبادرات تعكس وعيًا مؤسساتيًا بأن المعلومة الواضحة حق، وأن التواصل المباشر أفضل طريق لتبديد القلق وتصحيح الانطباعات.
ولم يقف هذا الانفتاح عند حدود اللقاءات الرمزية، بل تُوّج بإرساء قنوات تواصل منتظمة وبرامج تكوينية هادفة، ساهمت في تمكين المتقاعدين من استيعاب التحولات الرقمية التي يعرفها الصندوق. فالإدارة الرقمية، حين تُقرّب وتُبسّط وتُؤطَّر، تتحول من عائق نفسي إلى أداة خدمة فعالة، تُيسر الولوج إلى المعلومة، وتُسرّع معالجة الملفات، وتُعزز كرامة المرتفق.
كما شكّلت هذه المبادرات فرصة للتعريف بما راكمه الصندوق المغربي للتقاعد من مشاريع تحديث، وما حازه من جوائز وشهادات وطنية ودولية، اعترافًا بجودة أدائه واحترامه للمعايير الحديثة في الحكامة والتدبير. وهو رصيد لا يكتمل إلا حين ينعكس مباشرة على حياة المتقاعدين اليومية.
ولا يمكن في هذا السياق إلا التنويه بالدور الذي يضطلع به السيد سعيد السبعاوي، المندوب الجهوي للصندوق المغربي للتقاعد بالدار البيضاء، إلى جانب أطر وموظفي المندوبية، الذين يبرهنون يوميًا أن الإدارة العمومية قادرة على الجمع بين المهنية العالية والبعد الإنساني. كما يُسجَّل للدعم والتوجيه الذي يقدمه السيد المدير العام للصندوق المغربي للتقاعد بالرباط أثرٌ واضح في تنزيل هذه الرؤية التواصلية، والارتقاء بخدمات المؤسسة بما يواكب التحولات الرقمية ويخدم الصالح العام.
إن ما تقوم به المندوبية الجهوية للصندوق المغربي للتقاعد بالدار البيضاء ليس مجرد مبادرات معزولة، بل ممارسة مؤسساتية واعية تجعل من المتقاعد محور الاهتمام، ومن التواصل أداة للتطوير، ومن القرب فلسفة عمل. وهو نموذج يُحتذى به في إدارة الشأن العام، حين تُقاس جودة السياسات بمدى اقترابها من المواطن، لا ببعدها عنه.
عمود أسبوعي يوقعه الكاتب الصحفي ذ. حسن فقير






