جيل Z أسقط الطوابرية.
بقلم: حسن فقير
اليوم، سقط قناع الطوابرية الذين حاولوا الركوب على موجة جيلٍ وُلد من رحم الأمل لا من دهاليز المؤامرة.
جيل خرج ليقول “كفى” من أجل العيش الكريم، لا ليهتف وراء أجندات غامضة وأسماء انتهت صلاحيتها السياسية والنضالية منذ زمن.
كانت مظاهرتهم اليوم محتشمة، باهتة، خالية من حرارة الشارع الذي أرادوه وقوداً لأطماعهم.
النية وقلة النية لا تلتقيان أبداً؛ فـ”حسن النية” التي خرج بها الشباب، تصادمت مع “سوء نية” من أرادوا تحويل المطالب الاجتماعية إلى منصات لتصفية الحسابات القديمة.
جيل Z أثبت مرة أخرى أنه أذكى من أن يُستَغل، وأن وعيه لا يُباع في سوق المزايدات.
لقد فهم الشباب اللعبة باكراً: حين يتحدث من خانوا الوطن بالأمس عن الإصلاح اليوم، فإن رائحة النفاق تفضحهم قبل كلماتهم.
رسالة عبد المومني ومن معه انتهت في سلة مهملات التاريخ.
ذلك التاريخ الذي لا يرحم من يتاجر بآمال الناس، ولا يكتب المجد إلا لمن خرج بصدق، لا لمن خرج بخطة.
جيل Z لا يحتاج أوصياء، ولا من يتحدث باسمه.
هو يعرف ماذا يريد، وكيف يريد، ومتى يقول “نعم” أو “لا”.
إنه جيل لا يتبع أحداً… بل يتبع ضميره.
