✍️ رسالة لكل أستاذ: أحبب عملك، يحبك الجميع.
نبأ 24 / حسن فقير
من هو أستاذ التعليم الابتدائي الناجح؟ سؤال يطرح نفسه بإلحاح في زمن تتزاحم فيه التحديات، وتكثر فيه المسؤوليات الملقاة على عاتق رجل القسم الصغير، القسم الذي يؤسس لحياة كبيرة.
النجاح يا صديقي الأستاذ لا يقاس فقط بما تحفظه ألسنة التلاميذ من دروسك، بل بما تبنيه في نفوسهم من قيم، وما تزرعه في قلوبهم من حب، وما تغرسه في عقولهم من نور. أن تكون أستاذا ناجحا يعني أن تحب مهنتك قبل كل شيء، لأن من أحب عمله أبدع فيه، ومن أبدع فيه رفعه الله والناس.
كن قريبا من تلامذتك، ابتسم لهم، أشعرهم أنك أب ثانٍ وأخ أكبر وصديق حميم. كن قدوةً في أخلاقك قبل علمك، فإن التربية أسبق من التعليم، والطفل لا يتعلم بالحروف بقدر ما يتعلم بالقدوات.
ولكي تكون محبوبا لدى أولياء الأمور، احرص على التواصل معهم بلطف، اجعلهم يشعرون أن أبناءهم في أيدٍ أمينة، وأظهر لهم أن المدرسة بيتهم الثاني. فحينها سيقابلونك بالاحترام والتقدير، وستجد في قلوبهم مكانة لا ينازعك فيها أحد.
ولا تنسَ أن تكون جسرا من الثقة مع الإدارة المدرسية ومع جمعيات المجتمع المدني، فالأستاذ الذي يمد يده للتعاون، يصبح ركيزة في بناء المجتمع، ومصدرا للفخر والاعتزاز.
أما المجتمع عامة، فإنه ينظر إليك بعين الاعتبار كلما التزمت بمهنتك بإخلاص، وأديت رسالتك بصدق. فاحرص أن تكون مرموقا بهيبتك، لا بالصرامة الجافة، بل بالوقار المتزن، وبالجدية التي لا تخلو من رحمة.
يا أستاذ الابتدائي… كن واثقا أن مستقبلك بين يديك، وأن نجاحك طريقه الحب، والصدق، والقدوة الحسنة. فأنت لا تصنع دروسا فقط، بل تصنع أجيالا.
