سكان سوس ماسة باركوا الشدة في مواجهة “التشرميل” .. ورجال حموشي يبسطون رداء الأمان على مدن الجهة

سكان سوس ماسة باركوا الشدة في مواجهة “التشرميل” .. ورجال حموشي يبسطون رداء الأمان على مدن الجهة
hassan faqir8 مايو 2025آخر تحديث : منذ 8 ساعات

سكان سوس ماسة باركوا الشدة في مواجهة “التشرميل” .. ورجال حموشي يبسطون رداء الأمان على مدن الجهة

NaBae24

لم يتح لأصحاب ظاهرة التشرميل بجهة سوس ماسة كثير من الوقت لتحقيق ما كانوا يبتغون إسباغه على الظاهرة من توسع وانتشار،بهدف ترويع الآمنين من ساكنة الجهة. فقد جاءت زيارة عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني إلى أكادير في وقت مبكر، وانطلقت الحملات الأمنية في الشوارع السوسية بشكل صارم، و هو الأمر الذي حكم على الظاهرة بالتواري إلى الخلف. وأعاد الى الساكنة ذلك الشعور بالأمان الذي كادت أن تزعزعه فيديوهات دموية دأبت على “إعادة تدويرها” بعض الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي.
شباب في مرمى المخدرات
شكلت زيارة حموشي استجابة فورية لمطلب الأمن الذي ظل يتطلع اليه الساكنة وهم يرون شبابا في عمر الزهور يتأبطون ما تيسر لهم من أسلحة بيضاء ويشهرونها في وجوه المارة بهدف السلب والنهب والتخويف والترهيب. حيث لم تكن الظرفية و بشكل عاجل، تستدعي، قبل أي شيء سوى المقاربة الأمنية لظاهرة لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا سلبيا في الترويج لها خارج أي إطار سوسيوثقافي يتحرى الموضوعية و يرد الظاهرة إلى أسبابها الحقيقية المتمثلة ليس في غياب الأمن بمعناه الضيق، بل في غياب الأمان بمعناه الواسع، أي انهيار الإحساس بالاطمئنان على المستقبل، في مواجهة واقع لا يفتح أية آفاق في وجه شباب هده الفقر و أضنته البطالة و أفسدت عزيمته أصناف المخدرات. و هو القادم إلى عالم الفراغ الفكري من بوابة الهدر المدرسي الذي يشار إليه اليوم بالبنان كفاعل رئيسي في إنتاج جحافل” المشرملين” الذين تحولت معهم تطبيقات ” الفيسبوك” و ” التيكتوك” و غيرها إلى معارض مفتوحة يتنافس على صفحاتها معتنقو الظاهرة في عرض ممتلكاتهم من الأسلحة البيضاء مختلفة الاشكال والاحجام، و عرض غنائم سلبوها بالقوة من مواطنين ذنبهم الأوحد أنهم وجدوا في المكان الخطأ في الوقت الخاطئ.
رجال حموشي أبدوا استعدادهم للأسوء
إن الحملة الأمنية التي أطلق حموشي شرارتها من قلب أكادير، لم يكن مطلوبا منها مقاربة كل الأبعاد المرتبطة بظاهرة ” التشرميل”، و قد كان مطلب الساكنة بالفعل هو توفير الأمن، في وقت يبقى فيه التعاطي مع باقي أبعاد الظاهرة قابلا للنقاش و التداول على مستويات أخرى ذات صلة بمؤسسات غير أمنية، لا بد أن تنهض بالجزء المنوط بها من مسؤولية رد الاعتبار لفئات عمرية لا مقعد لها في المدرسة، لا عمل لها تتعيش منه، و لا أفق أمامها يعد بغد باسم ترنو إليه.
حققت الحملة الأمنية شرط الاستباقية. وفي كافة مدن ونواحي جهة سوس ماسة، تم التضييق ميدانيا على مظاهر” التشرميل”، وبات مجرد التواجد الأمني بالشوارع والازقة يعطي انطباعا بسيادة الأمن، خصوصا مع ظهور أليات ومعدات جديدة، جعلت كل من كان يتجرأ على الاستقواء بسكينه أو سيفه، يفكر ألف مرة قبل يبادر إلى الإلقاء بنفسه في قبضة رجال حموشي الذين أبدوا استعدادهم للأسوء ،غير أن هذا الأسوأ لم يحدث، وارتدت ظاهرة “التشرميل” من اكتساح الشارع السوسي.
اليوم وإزاء قوة الردع الميداني التي قوبل بها كل من يتحوز سلاحا أبيض، يبدو أن الحملة الأمنية قد أتت أكلها، وهي ماضية ليس فقط في وضع حد لغلواء حملة السيوف بل امتدت بشكل ممنهج وسريع نحو تجفيف منابع الجريمة بكافة أنواعها، في تركيز شديد على تلك البؤر التي يتحفى في جنباتها تجار ومروجو ” النشوة القاتلة” من “قرقوبي” و “بوفا” و “حشيش” و ” معجون” وغيرها من أنواع المخدرات.
” العز” ..  فيديوهات وثقت تدخلات أمنية
أما على صعيد الإنترنيت، فقد أصبحت ” فيديوهات” اعتقال وتوقيف ” المشرميلن” من طرف عناصر الأمن تطغى على الفيديوهات التي كان يبثها “المشرملون” متباهين بأسلحتهم وغنائمهم من أعمال السلب والنهب، فميدانيا وإعلاميا ( على الإنترنيت) تفوقت حملات رجال حموشي، حتى أن كثيرا من ساكنة الجهة تفاعلوا مع تدخلات اقتضت فيها خطورة بعض المشرميلن ضرورة استعمال السلاح الوظيفي بالقول : “العز” وهو تعبير يبارك الشدة و الحزم في تدخلات الشرطة، و يكشف الحنق الكبير الذي يحمله ساكنة الجهة ، و عموم المغاربة، في صدورهم ضد ظاهرة ” التشرميل”.
لقد تم بالتوازي مع الضربات الأمنية للنقط السوداء بمختلف أرجاء الجهة، ضرب السوداوية التي طفحت على مواقع التواصل الاجتماعي، و احتلت فيديوهات و صور التدخلات الأمنية حيزا هاما من اهتمامات المدونين. حيث ترقى بعض التعاليق إلى مستوى شهادات عفوية تنطق بلسان حال الساكنة التي سجلت الفرق بين فترتي ما قبل وما بعد زيارة حموشي إلى عاصمة الجهة.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة