إعترافات قضائية خطيرة.. هشام جيراندو “مسخوط الوالدين” وعائلته تتبرأ من جرائمه
نبأ24
تواصلت زوال أمس الجمعة بمقر المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء، جلسات محاكمة المتورطين في جنحة المشاركة والمساهمة في شبكة “هشام جيراندو الضالعة في الابتزاز والنصب والاحتيال والتشهير”، والتي يُتابع فيها العديد من المتهمين في حالة اعتقال بمن فيهم صهره وابن شقيقته، بينما تحاكم فيها شقيقته جميلة وابنتها القاصرة في حالة سراح.
وقد خصصت هذه الجلسة للسماع لردود النيابة العامة على الدفوع الشكلية التي تقدم بها دفاع المتهمين، والتي اعتبرها مُمثل الحق العام غير سليمة ولا ترتكز على أساس من الواقع والقانون، خصوصا الدفوع المرتبطة بانعدام الاختصاص الترابي، والدفع المرتبط بمحاضر الضابطة القضائية، والتي قال ممثل النيابة العامة بأنها “احترمت المعايير الشكلية والجوهرية المقررة قانونا، وأن المتهمين يستفيدون من محاكمة عادلة”.
وقد شَهدت هذه القضية مفاجآت كثيرة، وتطورات غير مسبوقة، خصوصا عندما تم منح الكلمة للمتهمين للرد على صك المتابعات الجنحية المنسوبة إليهم، والمتمثلة في المشاركة في جرائم القذف والإهانة والنصب والاحتيال والابتزاز المعلوماتي والتشهير التي يَرتكبها المتهم الرئيسي هشام جيراندو الهارب حاليا خارج أرض الوطن.
وكانت أبرز المحطات الحاسمة في هذه الجلسة هي عندما تبرأت جميلة جيراندو وزوجها وأبنائها من الأنشطة الإجرامية لشقيقها هشام جيراندو. فقد وصفه صهره المعتقل بأنه “شخص غير مرغوب فيه ويمحقه ويكرهه”، وأنه “لم يكن على علاقة به باستثناء لقاءات في بعض المناسبات الأسرية”، بينما حاولت شقيقته النأي بنفسها عن كل الجرائم التي يرتكبها هذا الأخير عبر الأنظمة المعلوماتية، مُدعية بأنها كانت تحصر علاقتها به في الأمور الأسرية الضيقة وفي الحدود الدنيا.
وبعدما أصرت شقيقة هشام جيراندو وزوجها على “البراء من هذا الأخير والبراءة من الترابط الإجرامي معه”، فقد ذهب ابن شقيقته مذهبا آخرا عندما أدلى بتصريحات اعتبرها العديد من المتابعين لهذه القضية بأنها “تدين أفراد الأسرة وتورط هشام جيراندو في شبكة إجرامية متخصصة في النصب والاحتيال وامتهان الابتزاز”.
فقد اعترف ابن شقيقة هشام جيراندو بأن هذا الأخير “كان لا يفقه نهائيا في المعلومات وفي تقنيات التواصل، وأنه كان يستعين به في بعض الأمور المرتبطة بنشاطه الإجرامي على الأنترنت”، مردفا حديثه بأن “خاله هو من طلب منه تمكينه من العديد من شرائح الهاتف المسجلة بالمغرب، بدعوى أن القانون الكندي لا يسمح بذلك، وأن تلك الشرائح هي التي كانت تستعمل في عمليات التدوين الافتراضي التي كانت تنطوي على أفعال إجرامية”.
وأقر نجل شقيقة هشام جيراندو المسمى عبد الرحيم بأنه توصل فعلا بالعديد من الحوالات المالية من عدة أشخاص وضحايا ، بطلب من خاله الهارب في كندا، وتشبث في المقابل بأنه “كان يمنح تلك الحوالات المالية المشبوهة لجدته التي تبقى والدة خاله هشام جيراندو”.
وقد أثارت هذه التصريحات دردشة عرضية داخل القاعة بعدما اعتبرها العديد من الحضور بأنها تجسيد واقعي “لسخط الوالدين”، بدعوى أن هشام جيراندو كان يتولى إطعام والدته الطاعنة في السن من المال الحرام المتحصل من عمليات التشهير والابتزاز والنصب والاحتيال.
وفي سياق متصل، استرعت الشرائح الهاتفية التي كانت توفرها القاصر ملاك لخالها هشام جيراندو بالكثير من النقاش القانوني، خصوصا عندما اعترف شقيقها الأكبر بأنه هو من كان يَطلب منها تفعيل تلك الشرائح، وأكد والدها كذلك بأنه هو الذي كان يَقتني كل تلك الشرائح بطريقة غير مباشرة وبدون تسجيل المعطيات التعريفية، زاعما بأنه كان يَجهل بأن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات تمنع اقتناء وبيع واستخدام شرائح هاتفية مجهولة.
وفي ختام هذه المناقشات والمرافعات، قرر القاضي رئيس الهيئة تأجيل جلسة المحاكمة إلى تاريخ 25 أبريل الجاري، لتمكين باقي المتهمين المتورطين في هذه القضية من الحديث للمحكمة والرد على التهم المنسوبة إليهم، ومناقشة أفعال المشاركة والمساهمة في شبكة هشام جيراندو الإجرامية.
يُذكر أن العديد ممّن حضروا أطوار هذه الجلسة عاينوا كيف كان أفراد أسرة هشام جيراندو يتحدثون عنه بحسرة كبيرة في مَعرض مناقشتهم للتهم المنسوبة إليهم، وكيف كانوا يحاولون التبرؤ من أنشطته الإجرامية والتنصل حتى من العلاقة الأسرية معه، وهو ما جعل أحد الحاضرين يعلق مُمتعضا بالقول “هذا النصاب مسخوط والديه، ومسخوط خوتو، ومسخوط عائلتو، ومسخوط الملك، ومسخوط الوطن، ومسخوط المغاربة” قبل أن يستطرد تعليقه بالابتهال “…الله يجعل آخرنا أحسن من أولنا…”.
