توضيح نوفل العواملة على تقدم المغرب في مؤشر السلام العالمي 2024: للمؤسسة الأمنية مساهمة فعالة في هذا التتويج المستحق
De // NABAE24
أفرج معهد الاقتصاد والسلام عن نتائج تصنيف مؤشر السلام العالمي Global Peace Index” الخاص بسنة 2024. وفي هذا الصدد، أحرز المغرب تقدما بفارق 14 مركزا ضمن التصنيف ليحتل المركز 78 عالميا بنقطة إجمالية بلغت 2054، مستقرا بذلك في المركز السادس عربيا وإفريقيا.
وتعليقا على هذه القفزة النوعية، أوضح الصحافي المغربي- الأردني نوفل العواملة، أن المملكة قطعت أشواطا طويلة في إرساء دعائم الدولة الحديثة والآمنة، حتى ينعم في ظلها سواء مواطنيها أو حتى زوارها ممن يحلون بها لأول مرة ومن تم يروقهم العيش أو الاستثمار فيها.
وبشكل أدق يستطرد العواملة، تكمن أهمية التصنيف الجديد الذي أحرزه المغرب في اعتباره إشارات ثابتة حول ملائمة حول استمرار جاهزية البلاد لتدفق الاستثمارات الخارجية، زادها في العملية، مناخ سياسي واقتصادي مرن يتكأ بالأساس على مجهودات كافة القطاعات المتدخلة، بما فيها الأجهزة الأمنية المشهود لها بالكفاءة والباع الطويل في الحفاظ على أمن وسلامة البلاد والعباد. ولعل هذا ما يفسر إقبال الرأسمال الأجنبي على المغرب كأرض خصبة للاستثمار، لأن الأمن والأمان ركيزتان لا محيد عنها تضمنان للمستثمر الحفاظ على مقدراته أولا وتساعدانه على إنجاح مشاريعه ثانيا.
وبالحديث عن المؤشرات التي يعتمدها معهد الاقتصاد والسلام لتقييم مستوى أمن وأمان دول المعمور، لخصها نوفل العواملة في الآتي: مستوى الجريمة في كل بلد، وعدد المعتقلين في سجونه، إضافة إلى عدد عناصر الأمن والإنفاق الدفاعي، إلى غير ذلك..
وأمام هذه المعطيات الإيجابية، يسترسل المتحدث نفسه، يصبح حتميا التوقف قليلا عند التطورات التي شهدتها المملكة ومعها المؤسسة الأمنية خلال العقدين الماضيين. فقد خرج المغرب، منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، (خرج) من بوتقة محدودية عمل المؤسسات إلى رحابة انفتاحها على المجتمع. وكان من نتائج هذه الإستراتيجية، يؤكد نوفل العواملة، أن أضحت المؤسسة الأمنية برئاسة عبد اللطيف حموشي، ذات وزن واعتبار إقليمي ودولي. بل وتتقاطر عليها عروض الشراكات وشهادات التقدير والتنويه من كل حدب وصوب بفضل سياستها الانفتاحية والتواصلية التي جعلتها تنصت بإمعان لنبض الشارع المغربي قبل أن تنصت لاحتياجات الدول الصديقة والشقيقة في مختلف القارات.
ومع الانفتاح التواصلي المستحب، صار للمملكة موعد سنوي قار مع عرس أمني رفيع، يتابع ذات المصدر، تجري أطواره بكبريات المدن المغربية. وهنا يلتقي المغاربة بحماة الوطن ويطلعون على جديد عالم الأمن وما يزخر به من كفاءات وطنية تستأثر باهتمام الأجانب ممن أصبحوا يُقبلون بدورهم على فعاليات الأبواب المفتوحة للأمن الوطني. والحديث هنا، يحدد العواملة، عن حلول وفد أمني إسباني رفيع المستوى بمدينة أكادير لمتابعة أطوار هذه الفعالية الأمنية.
وحتى في اللحظات الحرجة التي قطعت منها البلاد، يقول العواملة، على غرار تفجيرات الدار البيضاء عام 2003، كانت المحطة درس قاسي إلا أنها صقلت عمل الأجهزة الأمنية وحقنت شرايينها بدماء جديدة من أحسن الكفاءات التي تداولت على مناصب المسؤولية، وبالتالي ساهمت من موقعها في انفتاح أمن المملكة على محيطه الداخلي والخارجي. ورويدا رويدا، استطاع رجال حموشي أن يجدوا موطئ قدم لهم بين كبار أمنني العالم وعملوا بشكل وثيق مع نظرائهم العرب والأجانب لتأمين أكبر التظاهرات الرياضية، مثل كأس العالم بقطر عام 2022، حيث اتكأت الدوحة على الخبرة المغربية لتأمين محيط ملاعبها من أي هجمات أو أذى محتمل. فضلا عن فرنسا، محتضنة الألعاب الأولمبية بباريس برسم 2024، حيث شُوهدت العناصر الأمنية الوطنية وهي تتقدم صفوف الوفود الأمنية الدولية للسهر على حسن سير الأولمبياد والتحييد الآني لخطر المتفجرات.
ولأن المغرب بلد آمن في جوار يحترق، يختم نوفل العواملة قراءته لتميز المشهد الأمني المغربي، لم يكن غريبا أن تتقاطر على عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، مجموعة من التكريمات والأوسمة عرفانا بعمله الجبار في استتباب الأمن وتكسير شوكة الإرهاب والتطرف على المستوى الداخلي والخارجي. وإلى أمس القريب، خرجت الصحيفة الإسبانية أتالايار، بمقال مطول تُوَفِّي من خلاله حق الرجل في اعتباره علامة فارقة في مكافحة الجريمة والإرهاب وما تمخض عن مجهوداته الجبارة من سمعة طيبة وصيت ذائع تتنعم فيه المملكة المغربية كأرض آمنة ومُؤَمَّنَة بفضل رجالها الأكفاء.