المغرب وألمانيا يبحثان سبل تعزيز التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب
عن // نبأ24
الرباط – يأخذ التعاون الأمني بين المغرب وألمانيا منحى تصاعديا مع توالي وتبادل زيارات مسؤولي البلدين، كان آخرها ما شهدته برلين، منذ الاثنين الماضي وعلى مدى ثلاثة أيام، من مباحثات رفيعة بين المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية)، عبداللطيف حموشي، وكبار مسؤولي الأمن والاستخبارات في ألمانيا الاتحادية.
وكشفت المديرية العامة للأمن الوطني، ليل الأربعاء، أن المسؤول الأول عن الأمن في المملكة بحث خلال اللقاءات التي جمعته، خلال زيارة العمل التي انتهت مساء الأربعاء، بكل من مسؤولي الشرطة الفيدرالية والمكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية، سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات الأمنية، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وأمن التظاهرات الرياضية الكبرى.
وقالت المديرية العامة، في بيان، إنه تم خلال الزيارة، التي تمت بدعوة رسمية من الجانب الألماني، عقد لقاءات عمل مع كل من رئيس الشرطة الفيدرالية الألمانية ديتر رومان ورئيس المكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية هولغر مينش، وأيضا مع عدد من المسؤولين الأمنيين الألمان المتخصصين في مكافحة الإرهاب والأمن الرياضي، تناولت تبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك، وتقييم حصيلة التعاون الثنائي بين البلدين في المجال الشرطي، فضلا عن استعراض سائر التحديات الأمنية على المستويين الإقليمي والدولي.
كما قام حموشي والوفد المرافق له، بزيارة خاصة إلى مقر المركز المشترك لمكافحة الإرهاب GTAZ بمدينة برلين، اطلع خلالها على آليات عمل المركز في التنسيق بين مختلف أجهزة الأمن الألمانية، وسبل التعاون الممكنة في هذا الإطار مع مصالح الأمن المغربية في مجال مكافحة مخاطر التهديد الإرهابي في بعده العابر للحدود الوطنية.
وتضمن برنامج هذه الزيارة أيضا استعراض أشكال التعاون الممكنة بين المغرب وألمانيا في مجال الأمن الرياضي، وآليات تبادل الخبرات والمساعدة التقنية بين الجانبين في تأمين التظاهرات الكبرى، حيث اطلع حموشي على جانب من الترتيبات الأمنية ومعايير الأمن والحماية التي تطبقها شرطة مدينة برلين لتأمين فعاليات كأس أمم أوروبا لكرة القدم، التي تحتضن دورتها الحالية جمهورية ألمانيا الاتحادية. وفق البيان.
ويأتي الاطلاع على التجربة الألمانية في مجال تنظيم وتأمين التظاهرات الكبرى ضمن مسار التحضيرات المتقدمة التي وصلت إليها المصالح الأمنية المغربية، استعدادا لاحتضان المملكة لتظاهرات أمنية ورياضية عالمية وقارية، تنطلق باحتضان الدورة الثالثة والتسعين لأشغال الجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية أنتربول بمراكش خلال السنة المقبلة، وكأس أمم أفريقيا لسنة 2025، ثم الاحتضان المشترك لكأس العالم 2030 مع كل من إسبانيا والبرتغال.
وتشير هذه الزيارة الرسمية، وفق المديرية العامة، إلى أهمية التعاون الثنائي الأمني بين المغرب وألمانيا بالنظر إلى تعدد المجالات الأمنية ذات الاهتمام المشترك، كما أنها تترجم أيضا الانخراط الراسخ لمصالح المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المساعي الدولية الرامية لتحييد المخاطر والتهديدات المحدقة بالأمن الإقليمي والدولي للبلدين.
وتأتي زيارة المسؤول المغربي إلى ألمانيا في وقت توالت فيه، خلال الأشهر الماضية، زيارات متبادلة لمسؤولين أمنيين من البلدين، كانت أبرزها الزيارة التي قادت، في 27 فبراير الماضي، رئيس المكتب الفيدرالي الألماني للشرطة الجنائية هولكر مانخ، إلى الرباط على رأس وفد أمني رفيع، وكان عنوانها الرئيس تطوير آليات التعاون الثنائي في المجال الأمني وتعزيز الشراكة بين البلدين.
كما تأتي زيارة حموشي في سياق التحسن في العلاقات بين المغرب وألمانيا بعدما تمكن البلدان من تجاوز تبعات الأزمة الدبلوماسية التي تفجرت بعد استدعاء الرباط، في السادس من مايو 2021، سفيرتها في برلين زهور العلوي من أجل التشاور، ووقف جميع الاتصالات مع السفارة الألمانية، بإعلان وزارة الخارجية المغربية في 22 ديسمبر 2021، استئناف التعاون الثنائي مع ألمانيا، وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين في الرباط وبرلين إلى شكلها الطبيعي.
وجاء الإعلان المغربي بعد التغيير في المواقف الجوهرية للحكومة الألمانية تجاه الوحدة الترابية المغربية، بعدما أكدت أن مبادرة الحكم الذاتي “أساس جيد” لتسوية قضية الصحراء، وأن الرباط شريك مهم وإستراتيجي، وأن استئناف العلاقات سيكون في مصلحة البلدين مع العودة إلى عمل التمثيليات الدبلوماسية.
وتنص خارطة الطريق، التي اتفق عليها البلدان لاستئناف العلاقات الدبلوماسية والتعاون السياسي، على احترام سيادة الدولتين وتوجهاتهما الاستراتيجية واختياراتهما السياسية، بالإضافة إلى مشاريع مشتركة مرتبطة بالتعاون الاقتصادي والتجاري.
وتعد ألمانيا من أهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين للمغرب، إذ تنشط حوالي 300 شركة ألمانية فيه، فضلا عن كونها من أبرز مانحيه في برامج تعاون ثنائي.