موقع هوامش.. يفرض “كوابح” على الصحفيين ويشهر سلاح “التشهير” في مواجهة الخبر الصحيح
عن // نبأ 24
يبدو أن موقع “هوامش” يريد أن يُشكّل استثناء في العمل الصحفي، ليس في المغرب فقط، وإنما في العالم بأسره!
فإذا كان الصحافيون المهنيون يتطلعون إلى الحصول على “السبق الصحفي”، ويجتهدون في البحث عن المعلومة ليكتبوا عليها “علني للغاية”، تنويرا للرأي العام وإشباعا للحق في الخبر، فإن موقع هوامش يسعى لتحقيق العكس، فهو يَحُضّ الصحافيين على إهمال المعلومة وإنكار الخبر بدعوى “تقييدات السرية”.
ولعل المفارقة الغريبة أن موقع “هوامش” الذي انبرى يقيّم عمل المقاولات الصحفية بالمغرب، لا يدرك مؤدى ومقاصد مفهوم “سرية البحث والتحقيق”، الذي لا ينطبق على الصحفيين بدليل المادة 15 من قانون المسطرة الجنائية، والتي لا تلزم به سوى من يتدخل في تطبيق المسطرة القضائية، من قضاة وضباط للشرطة القضائية وخبراء ومحامين، وليس من بينهم الصحافيين الذين يتمحور دورهم في الإخبار والتعبير فقط.
وهذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها موقعا إخباريا “يفرمل ويكبح” عمل الصحافيين، ويمنعهم من الوصول إلى المساطر القضائية بعد عرضها على جهات الادعاء! بل يزدري عملهم الصحفي ويسبغه بطابع “التشهير”!
وموقع هوامش، بهذا التقعيد الشاذ والمقاربة الغريبة لعمل الصحافة، يستحق أن يحمل تسمية “كوابح” أو “فرامل”، لأنه ليس هناك صحافي حقيقي في العالم يمنع زملاءه من نشر الأخبار القضائية الصحيحة بذريعة “خرق السرية القانونية”!
وهنا نتساءل عن الخلفية الحقيقية لكاتب هذا النوع من المقالات؟ بل إن الارتياب يدعونا إلى التشكيك حتى في الصفة الإعلامية لكاتب هذه المقالات. لأن من يزدري الصحافة لن يكون في الحقيقة صحافيا! ومن يحاول فرملة العمل الصحافي بمسببات “نضالية” قد يكون كل شيء إلا أن يكون صحافيا مهنيا.
لكن هل صحيح أن ما يثير حفيظة موقع “هوامش” هو التشهير بسعيد الناصري وعبد النبي بعيوي ومحمد زيان وسليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين وعمر الراضي؟ أم أن إقحام الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي والرئيس السابق لجهة الشرق كان بمثابة “تمويه” ومجرد “حشو” لتفادي السقوط في شبهات “الانتقائية”؟
أكثر من ذلك، فما يجهله موقع “هوامش” هو أن العنصر التأسيسي لجريمة التشهير هو الاعتماد على “الخبر الزائف أو الإشاعة أو الاستهداف المجاني”، في إعداد المادة الخبرية، أما نشر الأخبار الصحيحة المتحصل عليها من محاضر قانونية أو من وثائق صحيحة فهو سبق صحفي وليس تشهيرا، حتى وإن أضر بالمشتبه فيهم والمتابعين في قضايا جنائية.
ويبدو هنا أن موقع “هوامش” لا يميز بين “النيوز” و”الفايك نيوز”، ويبدو كذلك أن هذا الموقع يضره جيدا “النيوز” أي الخبر الصحيح، وهو ما دفعه لامتشاق ذؤابة سلاح التشهير لاستهداف مواقع إخبارية مغربية.
فنشر شذرات من محاضر قانونية مأخوذة من مسطرة متابعة توفيق بوعشرين أو سليمان الريسوني لا يعتبر “تشهيرا”، وإنما هو سبق صحفي لمن حصل على نسخة من المحضر. وهناك عدة طرق للحصول على هذه المحاضر بعد رفع السرية عنها وإحالتها على جهات الإدعاء. لكن موقع “هوامش” يدرك جيدا بأن نشر هذه الشذرات التي تنطوي على الخبر الصحيح أو “النيوز”، هو الذي أضر مثلا بتوفيق بوعشرين الذي كان يراهن على الضغط والزخم الإعلامي، لذلك اعتبر موقع هوامش هذه الأخبار بمثابة “تشهير” في تماهي ساذج مع محيط المتهمين، وفي إنكار صارخ لعمل الصحافيين.
ونفس الشيء بالنسبة للمقالات الصحافية الأخرى التي نشرت في قضية عمر الراضي ومحمد زيان وغيرهما ممن ذكرهم موقع هوامش بانتقائية مكشوفة. فما يضرهم هو “الخبر الصحيح”، ولذلك لم يجدوا من وسيلة لكبحه وتقييده سوى إشهار “فزاعة التشهير”.
لكن في مقابل حرص موقع “هوامش” على التشهير بالصحافيين الذين ينشرون الأخبار القضائية الصحيحة، وهو بالمناسبة تخصص صحفي موجود في كل بلدان العالم، نجده استنكف وامتنع عن الحديث عن التشهير الحقيقي الذي يستهدف الشخصيات الوطنية المغربية عبر منصات أجنبية وأخرى وطنية.
فعندما يستهجن مثلا فؤاد عبد المومني المغاربة ويصفهم بالبهايم، وعندما تقدح سعيدة العلمي موظفي الشرطة وتنعتهم بأبناء العاهرات، وعندما يرشق محمد زيان المسؤولين المغاربة بوابل من السب والشتم…فهذا لا يعتبر “تشهيرا” في عرف موقع هوامش، لكنه يمطط هذه الجريمة على مقاسه عندما يريد فقط استهداف المقاولات الصحفية الوطنية.
بل إن موقع هوامش لم ينبس ببنت شفة ولم يحرك فزاعة “التشهير”، عندما كان إدريس فرحان وهشام جيراندو وعبد المجيد التونارتي وزكرياء مومني ينهشون أعراض المغاربة ويعرضونهم للتشهير والابتزاز على رؤوس الأشهاد في مواقع التواصل الاجتماعي.
فهل ما يقوم به هؤلاء المبتزون لا يعتبر تشهيرا؟ فهذا هو التشهير الحقيقي لأنه يعتمد على الإشاعة والخبر الزائف والقذف في التدوين الافتراضي، أما نشر الخبر الصحيح المدعوم بالدليل فلا يعتبر تشهيرا في حكم القانون، حتى وإن رأى موقع هوامش عكس ذلك! لأن ما يحركه من خلفيات ليست بالضرورة هي نفسها الغايات والكفايات التي تحرك الصحافيين الحقيقيين.