بوغطاط المغربي | الله على أخلاقك يا حميد المهداوي !
De // NaBae 24
تحية بوغطاطية للجميع،
ومرة أخرى تحية خاصة إلى الزميل الصحفي حميد المهداوي،
وتحية خاصة جدا هذه المرة إلى “الأخلاق الحميدة” لصديقنا حميد،
فبعد أن أبهرنا صديقنا المهداوي منذ أسابيع قليلة بقدر عالي من الصراحة والوضوح في ما مرره من رسائل بشكل غير مباشر في خطابه، على شكل تهديدات وجهها إلى النيابة العامة وإلى من يعتقد أن الأمر يهمهم وكذا إلى موقع “برلمان.كوم” على وجه الخصوص، تلك التهديدات التي تحدثنا عنها في مقال سابق بعنوان: “المهداوي مهددا القضاء: إما إسقاط “برلمان.كوم” أو “إسقاط النظام” !”… ها هو اليوم صديقنا يبهرنا من جديد… لكن هذه المرة بمناورة مُغايرة ظاهرها “أخلاق حميدة” وباطنها أشياء أخرى.
نعم…تلك “الأخلاق الحميدة” التي نتأسف على كون صديقنا الصحفي المهداوي يتعامل بها بنوع من المزاجية والانتقائية… لكننا نلتمس له العذر ونعلم أن الأمر ليس بيده… فَجَلَّ من لا يسهو… وحميد إنسان يسهو ويخطئ وينسى مثله مثل باقي البشر وهذا أمر عادي جدا رغم مرارته…
مرارة حرماننا من تلك “الأخلاق الحميدة” لاسيما في بعض المواقف الجادة والقضايا الحساسة… لذلك كلنا أمل أن يتشبث صديقنا الصحفي المهداوي أكثر بـ”أخلاقه الحميدة” وألا يسهو عنها في كل المواقف والقضايا دون استثناء، لأنها فعلا “أخلاق حميدة”… مثلها مثل إسمه تماما… أو كما يقول المثل المغربي “طاح الحك وصاب غطاه”.
أخلاق حميد تقول إنه لا يجب الإساءة إلى أشباه المعارضين من العملاء والمُبتزين والمتآمرين على الوطن، مهما أطلقوا العنان لألسنتهم السليطة تجاه المغرب وملك المغرب وعموم الشعب المغربي ومهما بالغوا في السب والقذف بأقذر وأبشع الكلام، بدعوى أنه ليس من اللباقة فعل ذلك وبدعوى أنهم سيزدادون تطرفا وعنفا.
فأخلاق حميد تقول أنه إذا كان هؤلاء قد ضلوا الطريق أو أخطئوا في حق الوطن، فمن الحكمة مخاطبتهم بالتي هي أحسن مهما تمادوا في أخطائهم، بل ويجب التفاوض معهم لكسب ودهم واجتناب شرهم… نعم.. نعم.. هكذا تقول أخلاق حميد… الله على أخلاقك يا حميد !
فصديقنا الصحفي المهداوي ينزعج كثيرا عندما يسمع أحدهم ينادي زكرياء مومني بـ “زكيكو” ويثور عندما يسمع آخر يصف أمال بوسعادة بـ “المعتوهة” وينتفض عندما يُنعت حكام الجزائر بـ “الكابرانات” (في إشارة إلى حلقة سابقة مع الدكتور المنار السليمي) ويقلق عندما يُقال أن المغرب تفوّق أو انتصر في معركة ما على الجزائر أو جنوب إفريقيا أو غيرها من خصوم المملكة، لأنه يرى في ذلك إذكاء للخصومة تجاههم بدلا من مخاطبتهم باحترام لكسب ودهم واتقاء شرهم، حتى وإن بالغوا في الإساءة… الله على أخلاقك يا حميد !
لكن للأسف صديقنا المهداوي… الصحفي الذي كان يريد أن يصبح محاميا… حرمنا من “أخلاقه الحميدة” هذهوحرمنا حتى من أخلاق المهنتين النبيلتين معا (الصحافة والمحاماة)… حرمنا منها عندما كان هو نفسه ينعت فئة من المغاربة بـ “أبناء الزنا” (ولاد لحرام)…وعندما قال للكاتب المغربي الطاهر بنجلون أن الحيوان أشرف منه… وعندما كان موظفون عموميون مغاربة يُوصفون من طرف سعيدة العلمي التي يقدمها كمدونة وصاحبة رأي، بـ “أبناء الزانيات” و”الأوغاد” و”الجرذان”…
صديقنا المهداوي للأسف يحرمنا دائما من “أخلاقه الحميدة” عندما يُساء إلى شخص جلالة الملك وعندما تنتهك حرمته من طرف من ينزعج اليوم من أجلهم وينزعج من أن يساء إليهم.
ومن قال لك هذا يا بوغطاط ؟؟
ألم تر من قبل كيف انتفضت “الأخلاق الحميدة” لصديقنا المهداوي وثارت ثائرته من أجل عرض وشرف السدة العالية بالله بسبب الشاب أنور الدحماني ؟؟ ألم تر كيف أقام الدنيا ولم يقعدها إلى يومنا هذا ولنفس السبب؟؟ صحيح أن صديقنا المهداوي تأخر كثيرا للقيام بذلك… لكننا نلتمس له كل الأعذار، لاسيما وأن ضمير “الأخلاق الحميدة” لصديقنا الصحفي يتعب كثيرا كثيرا… ومن الوارد جدا أن تغفو عين ذلك الضمير المسكين وقد يغط في النوم.. ربما لساعات.. ربما لأيام… ربما لأسابيع وشهور… وقد يصير النوم أحيانا سباتا عميقا… لكن مهما غط في النوم، فلابد له أن يستيقظ.
فمتى يا ترى استيقظ ضمير “الأخلاق الحميدة” لصديقنا الصحفي المهداوي ؟؟
هل استيقظ هذا الضمير وانتفض في وجه أنور الدحماني في نفس اللحظة التي كان يسيء فيها إلى جلالة الملك ؟؟ هل استيقظ في إبّانه؟؟ في التو واللحظة؟؟
الجواب: لا !
والسبب ؟؟
هل منبه ضمير “الأخلاق الحميدة” لصديقنا الصحفي المهداوي كان عاطلا مثلا؟؟ أم أن شحن بطاريته كان قد نفذ ؟؟لعل المانع كان خيرا !
أكيد أن المانع كان خيرا ! وهل يستطيع أحد أن يشك في ذلك والجميع يعلم المعدن النفيس والأصيل لضمير “الأخلاق الحميدة” لصديقنا الصحفي المهداوي؟؟
أكيد لا أحد يشك في ذلك، رغم استغرابنا من طول مدة غفوة أو نوم ضمير “الأخلاق الحميدة” لصديقنا الصحفي المهداوي عندما كان تجنيد الشاب أنور الدحماني قد بلغ أشده وذروته في ملف زميله الصحفي سليمان الريسونيلتبريئه عن طريق مهاجمة المشتكي به… وعندما كان يُوظّف في ملف زيان ووهيبة… وعندما كانت أرائهوشهاداته بصفته “مثليا”، تحظى باهتمام بالغ من المنبر الصحفي المملوك للمحامي والنقيب السابق… وتُنشر المقالات التي تكتب عنه على نطاق واسع بمساعدة الذباب الالكتروني الذي كان يُدار من مقر شركة التواصل المملوكة لنجل النقيب السابق…
لقد استغربنا أن يتسامح آنذاك صديقنا المهداوي مع الاستعانة بـ”شاب مثلي” من أجل تبرئة زميله الريسونيأو للدفاع عن محمد زيان نقيب أعرق هيئة محامين في المغرب ونحن نعلم كم يقدر ويحترم صديقنا المهداوي هذه المهنة النبيلة الشريفة، تماما مثل تقديره لمهنة الصحافة ولزملائه الصحفيين “المظلومين” الذين لا يرضى أن يدافع عنهم شاب “مثلي”… لكن لعل هذا هو المانع الذي لا يمكن لعديمي ضمير “الأخلاق الحميدة” الذي وحده صديقنا المهداوي من يملكه، أن يستوعبوا أنه مانع خير.
ويبقى السؤال: متى يا ترى استيقظ ضمير “الأخلاق الحميدة” لصديقنا الصحفي المهداوي ؟؟
ضمير صديقنا الصحفي استقيظ بمجرد إعلان أنور الدحماني الرجوع عن غيّه وسلكه لإجراءات طلب الصفح والعفو من السدة العالية بالله، فانكشفت معه الكثير منأسرار تآمر الطوابرية في الداخل والخارج ضد البلد ومؤسساته، وحُلّت الكثير من خيوط تنسيقاتهم المشبوهةالعابرة للحدود… فضربت العديد من مخططاتهم في مقتل.
وفي الواقع، هذا الأمر يدعو للاستغراب… أليست أخلاق حميد هي التي توصي بأن نمد يد الخير لمن يعادون البلد في الخارج مهما بالغوا في الإساءة ؟؟أليست أخلاق حميد هي التي توصي بكسب ود هؤلاء حتى يرجعوا عن غيّهم ويعلنوا التوبة ؟؟
فماذا حل بـ”الأخلاق الحميدة” لصديقنا المهداوي؟؟ ولماذا تظهر حينا وتغيب أحيانا أخرى؟؟
بل السؤال الأصح، هو لماذا تظهر تلك “الأخلاق الحميدة” فقط عندما يشتد الخناق على من يعملون ليل نهار، في السر وفي العلن، على إعداد المكائد ضد الوطن ومؤسساته ؟؟ ولماذا تظهر تلك “الأخلاق” مباشرة بعد انكشاف عورات الطوابرية والمتآمرين ؟؟
والحديث هنا هذه المرة عن فضيحة الفاقدة للأهلية المدعوة أمال بوسعادة، الشهيرة بـ “زانزان” أو “المعتوهة”…. هذا النعت الذي ثارت ثائرة صديقنا المهداوي بسببه، علما بأنالمعنية بالأمر كانت تُنعت به منذ سنوات عدة ومن أشخاص كُثُر، بمن فيهم من يعتبرهم صديقنا الصحفيأنهم ذوي مكانة اعتبارية في المجتمع،… لكن وا أسفاه أننُحرم من “الأخلاق الحميدة” لصديقنا المهداوي طيلة السنوات السابقة… وا أسفاه أن نحرم من انتفاضاته الأخلاقية كل هذا الوقت…فكان يجب علينا أن ننتظر حتى ينطق بها الأستاذ المحامي عبد الفتاح زهراش ومن قلب قبرص تحديدا،كي يبهرنا صديقنا المهداوي بـ “أخلاقه الحميدة” من جديد.
كان يجب علينا أن ننتظر حتى تنكشف عورة الدكتورة المزيفة تماما وأمام الملأ، بالصوت والصورة ومن قلب مطار العاصمة القبرصية، وتُدحض كل أساطير مذكرات التوقيف الباطلة التي أرادت بها حقا… كان يجب أن ننتظر وضع شكايات ضدها، كي يتدخل صديقنا الصحفي المهداوي على وجه السرعة حاملا معه عُدّة “أخلاقه الحميدة” ليفتي ما يجب فعله وما لا يجب قوله، رافضا أن ينعتها الأستاذ زهراش بـ “المعتوهة” بينما تصارع الغرق في بحر الكذب والتآمر الذي رمت نفسها فيه… مسرعا إلى مدها بطوق التحريض لعلها تنجو من القادم الأسوء…الله على أخلاقك يا حميد !
أخلاق حميد تقول في هذا الصدد أنه لا يجب الإصرار على مواجهة الطوابرية وأشباه المعارضين ومن على شاكلتهم لفضح أكاذيبهم وأخبارهم الزائفة والتصدي لمؤامراتهم ضد الوطن ومؤسساته، مهما بالغوا في ذلك، بدعوى الوقوع في “خطأ” الترويج لأطروحاتهم والتعريف بهم وبدعوى أن مواضيع كهذه ليست بالأهمية بما كان حتى تحظى باطلاع المغاربة عليها وباهتمام الصحف والمواقع المغربية… الله على أخلاقك يا حميد !
كم أنت كبير يا حميد… ففي عز انهزام خصوم وأعداء الوطن، نجدك الوحيد الرحيم بهم، متوددا إليهم ومشفقا على حالهم، بل ومنقذا لهم لدرجة التحريض على من فضحهم وكشف حقيقتهم للرأي العام…ولدرجة التحريض على توجيه السهام إلى المنتصرين وصرف الأنظار عن خيبة المنهزمين… الله على أخلاقك يا حميد!