“حينما تُؤَجِّرُ عقلك لغيرك”.. صحيفة بريطانية تراهن على عدميين مغاربة لقياس نبضات قلب المغرب الدائم الخفقان
De // NaBae 24
يظهر جليا في الآونة الأخيرة أن هناك من صار يتعامل مع المغرب على اعتباره الجواد الرابح والحاضر بقوة في سباق سياسي-اقتصادي عربي وإفريقي ثم دولي محموم بالتنافسية أحيانا، وبسياسة المناورات الهدامة في أحايين كثيرة. وبالتالي لا ضير في أن نمتطي، بين الفينة والأخرى، صهوة الجواد أملا في كسر شوكته وفسح المجال لبعض “الضباع” لأن الجواد حجب عنها الرؤية وخطف منها الأضواء.
والحال كذلك، يعيش المغرب حاليا أزهى مراحل نضجه السياسي وتصالحه مع محيطه الإقليمي والدولي، بحيث نشهد اليوم استفاقة مواقع إعلامية أجنبية من سباتها العميق، ولجوئها إلى تكتيك الاقتيات على ما سبق للمملكة أن أفرجت عنه من معلومات وأحداث للرأي العام الوطني، بموجب تبنيه رؤية تواصلية شفافة تضع مسألة إيفاء المغاربة بكل ما يخص بلدهم وملكهم من أخبار آنية.
ومن هذا المنطلق، لم تعد صحة الملك محمد السادس أو حياته ومحيطه بشكل عام، (لم يعد) محط غموض أو إبهام، مادام القصر الملكي اختار سياسة الانفتاح على الشعب عبر إطلاعه بكل مستجداتها، لقطع الطريق أمام من يسترزقون من فبركة تفاصيلها. لذلك، يبدو من البلادة بما كان أن تهدم صحيفة من طينة “الإيكونوميست” تاريخا طويلا في المجال وتلجأ لأعضاء نادي “الطابور الخامس” لمواكبة أخبار المغرب. وهي بهذا الخطأ المهني الجسيم تثبت من حيث لا تدري أنها “تلاها بيها زمان” ولم يعد في مقدورها أن تحاوط نفسها بمصادر محترمة ومحايدة، بدل “قباب لحمام” دائمي التشكي والتجني على وطنهم داخل مواقع التواصل الاجتماعي.
ألا تعلم “الإيكونوميست” ومعها من حرر المقال التشهيري المتحامل على المغرب بعاهله و مسؤوليه، أن تناول الأوضاع السياسية والاجتماعية لبلد معين بالتحليل والتمحيص الصحافي، يتطلب الاعتماد على مصادر تقف لزاما في المنتصف وتدلي بدلوها بعيدا عن أي مشاحنات أو حسابات تخدم نواياها الخبيثة؟ هل يستقيم أن نستقي من المصادر كل ما هو سلبي فقط، أم أن الأمر يتعلق أساسا بطبخة تم إعدادها في الكواليس مع أعضاء الطابور الخامس لتصوير المغرب وكأنه قطعة مصغرة من جهنم وبِئْسَ الْمَآلُ وَالْمُنْقَلَبُ؟ ألهذه الدرجة لا يوجد في هذه البلاد شعاع وَامِضْ يستحق أن تسلط عليه الصحيفة إياها أضوائها احتكاما لمبدأ نقل الصورة بمختلف زواياها؟ طبعا يوجد الكثير والكثير من الإنجازات المشرفة التي بصم عليها المغرب مؤخرا، لكن عين الناقم والحاقد لا تكتحل إلا بالسواد. فكيف لمن لفظهم الوطن بسبب تحركاتهم المشبوهة وسجلهم الحافل بالتجاوزات أن “يقولوها زينة في بلادهم!!”. بل العكس، تجدهم يبحثون عن الفرص المتاحة بل وحتى يخلقونها إن اقتضى الحال لنشر فكرهم الهدام ونفث سمومهم ضد الوطن والساهرين على حسن تدبيره.
ولأن سُومَةُ المؤسسة الأمنية بين نظيراتها أصبحت أعلى وأغلى لما راكمته من خبرة وحنكة، فكان بديهيا أن يهمس كورال الطابور الخامس في أذن “الإيكونوميست” كي تشحذ شفرة قلمها “الخافت” في وجه المديرية العامة للأمن الوطني من خلال استهداف مديرها العام السيد عبد اللطيف حموشي، الذي ما فتئ يتألق ضمن لقاءاته المكثفة مع كبار أمنيين العالم، آخرها المباحثات التي جمعته بمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السيد وليام بورنز بالرباط منذ حوالي أسبوع، والتي أفردها الطرفان لتقييم الوضع الأمني والمخاطر المرتبطة به على المستويين الإقليمي والجهوي، ودراسة التهديدات والتحديات الأمنية الناجمة عن توتر الأوضاع في بعض مناطق العالم، فضلا عن رصد واستشراف مخاطر التنظيمات الإرهابية، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء.
وإيمانا منها بطمس الحقائق وتقديمها في حلة سوداء، لم تتوانى الصحيفة المذكورة في توسيع صلاحياته ضدا في القانون. بل أبانت الجريدة إياها عن جهل طافح بالقانون، حينما خصته بتحريك المتابعات القضائية وممارسة الدعوة العمومية، في محاولة بائسة لخلق الانطباع لدى الرأي العام الدولي، على وجه التحديد، أن جهاز الأمن المغربي له كلمة على القضاء، أما الرأي العام الوطني فلا تنطلي عليه هذه الحيل الرامية إلى إلباس الباطل ثوب الحق وبرعاية العدميين ممن يريدون خلق واقع جديد رغم أنف المغاربة.
هدا الواقع المزعوم بحسبهم، يمنع للإخوة أبوزعيتر البطاقة البيضاء كي يصولوا ويجولوا في ربوع المغرب دون حسيب أو رقيب. “وشكون قد عليهم” وفق صاحب المقال الذي أغمض عينيه عمدا عن مجمل المتابعات التي سُطِّرَتْ في حق الإخوة بسبب خروقات قانونية تورطوا فيها، بدأ من مطاعمهم بمارينا سلا المستوردة للحوم فاسدة مرورا ﺑ “سخونية الراس” التي دفعت والدهم لنطح مهاجر مغربي رفقة زوجته، وصولا إلى انخراطهم في عوالم الإحسان “بلا فرانات ولا قانون”.
وكما دأب أجدادنا على القول الدارج، “الجمل ما كيشوف دروتو كيشوف غير دروت صاحبو”، لم يخجل كاتب المقال من إسدال صفة التبعية على الصحافة المغربية ونعتها بكونها لسان حال المؤسسة الأمنية، انطلاقا مما تناهى إلى مسامعه من “خرايف جحا والآخرون”، بينما أغرق هو صحيفته الوقورة “الإيكونوميست” في مستنقع التبعية الفكرية، حينما وهبت أذنيها لأعضاء الطابور الخامس وفسحت لهم المجال كي يتحدثوا لها بلسان المغرب والمغاربة. أي تناقض صارخ هذا يجعل أحد ممثلي الصحافة البريطانية يلجأ لسياسة “بودينة” لملءصفحاته بكلام “جرايد” غير ذي سند ثم يرمي نظيرته المغربية بالتبعية؟؟.
ولكل ما سبق، يحز في النفس تمسك عصابة “علي، فؤاد والآخرون…” بتكتيك الاستقواء بالخارج من أجل ضرب الداخل، لأنها لم ولن تعطي أُكْلَهَا يوما ولكم فيما يعرفه المغرب من نجاحات تلو الأخرى خير دليل على أن شطحاتكم لن توقف “TGV” المغرب.