عن جماعة العدل و الاحسان
De // NaBae 24
مرة أخرى يسقط القناع عن جماعة العدل والإحسان وينفضح أمر مزاعمها في الدفاع عن الإسلام، وتمثل مبادئه وقيمه السامية وتنفيذ تعاليمه. إن الأمر يتعلق بموافقة الجماعة إجراء حوار مباشر عبر قناة “ريفيزيون” مع المتطرف العراقي الذي أقدم على إحراق القرآن الكريم بالسويد. ومعلوم أن قناة “ريفيزيون” هي لسان حال الجماعة ويعتبر عضو دائرتها السياسية، عمر احرشان، أحد المشاركين والمشرفين على أهم برامجها، ويتعلق الأمر ببرنامج “المغرب في أسبوع”.
الجماعة ضد الأمة.
لم تأخذ الجماعة العبرة من ردود فعل الدول الإسلامية وهيئاتها الرسمية، الدينية والسياسية، المنددة بجريمة إحراق القرآن الكريم، فأصرت، كعادتها على معاكسة الوجدان الجماعي للمسلمين في كل أنحاء العالم، بأن سخّرت قناتها ضد الإتجاه العام للمغاربة وكل المسلمين فاستضافت المتطرف العراقي الذي أقدم على إحراق نسخة من القرآن تحت حراسة الأمن السويدي. إذ في الوقت الذي تتسع فيه موجة الإستنكار والإدانة لجريمة إحراق أقدس كتب المسلمين، واحتجاج الدول الشديد على السويد التي وفرت الحماية للمتطرف حتى نفذ جريمته التي أساءت لمليار ونصف مسلم عبر العالم، فتحت الجماعة قناتها “ريفيزيون” لهذا المتطرف ليغيظ المسلمين ويمعن في استفزازهم. فالجماعة، بهذه الفعلة النكراء جعلت نفسها وكل أعضائها شركاء في جريمة إحراق القرآن والمس بأقدس كتب المسلمين. ففي الوقت الذي تمتنع القنوات الفضائية والصحف العالمية عن محاورة المتطرف العراقي احتجاجا على فعلته النكراء، وحرصا منها على احترام مشاعر المسلمين وعدم الإساءة إليهم، قررت الجماعة أن تسدد طعنة غدر مفضوحة لأمة الإسلام وتعاكس رغبتها في محاكمة المتطرف على جريمته .
إن الجماعة بفعلها المفضوح، تثبت للمغاربة ولعموم المسلمين، أنها شريكة في تدنيس القرآن عبر محاورة مرتكب جريمة إحراقه. إذ لم يصدر عن هيئاتها الرسمية أو قياداتها أي بيان إدانة أو بلاغ استنكار. فالسكوت في مثل هذه المواقف هو موافقة صريحة على الجريمة وانخراط فيها. فلا فرق بين الجماعة التي استضافت المتطرف العراقي عبر قناتها وبين حكومة السويد التي وفرت الحماية الأمنية للمتطرف حتى ينفذ جريمته. بل فعل الجماعة أشد وأنكى.
نفاق الجماعة.
لطالما نعقت الجماعة وادعت أنها تسعى لإقامة دولة الخلافة وتحكيم الشريعة، وأن النظم العلمانية والديمقراطية كافرة لأنها لا تجعل الإسلام يهيمن على حياة الأفراد والشعوب والدول. وها هي اليوم تثبت أن ما ترفعه من شعارات ليس سوى خداع للمغاربة وللمسلمين. فالجماعة باستضافتها للمتطرف على قناتها ليس له من معنى سوى تأييدها لجريمته ودعمها إياه في الإساءة إلى عموم المسلمين.
طبيعي أن يكون هذا حال الجماعة وموقفها الدنيء المتواطئ مع المتطرف العراقي. فقد دأبت الجماعة على خيانة الشعب المغربي والشعوب العربية والإسلامية، سواء حين تعلق الأمر بالإنخراط أو دعم معاركها من أجل فك الارتباط بالقوى العالمية وتعزيز استقلال قراراتها السياسية مثلما كان الحال حين قرر المغرب وقف الابتزاز الأوربي له، وأصر على التعامل بالندية واحترام قراراته، أو حين قرر المغرب تطهير معبر الكركرات من عصابات البوليساريو. إذ لم يصدر عن الجماعة ولو إشارة بسيطة تدعم موقف المغرب من أجل حماية قراره السياسي أو تحرير أرضه.
إن الجماعة، وكل عناصر قيادتها المتواطئون والذين لم يصدر عنهم أي رد فعل عن استضافة المتطرف العراقي، بمن فيهم حسن بنجاح الذي لا يكف عن النعيق والزعيق عن القدس وفلسطين، ويتقدم المسيرات المنددة بالاحتلال الإسرائيلي، تؤكد لمن لازال يصدق شعاراتها، أن فلسطين والقدس هي مجرد أصول تجارية تتخذها الجماعة لأهداف سياسوية بغرض تصريف عدائها للنظام والتآمر عليه. إذ كيف ستفسر الجماعة أو تبرر استضافتها للعراقي المتطرف وفي نفس الوقت ترفع شعار فلسطين والقدس؟ أليس القرآن أولى وأقدس من فلسطين ومن القدس؟ ألا يستحق من الجماعة وقفة واحدة من وقفاتها أو بلاغا تنديديا من بلاغتها المعهودة والمكررة كلما حلت ذكرى فلسطينية؟
بكل خسة وحقارة تثبت الجماعة أن مشاعر المغاربة نحو دينهم ومقدساتهم لا تعنيها في شيء، وأن جريمة إحراق القرآن التي ندد بها المغرب وكل الدول الإسلامية، هي تعبير عن حرية الرأي، وجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان. هذه هي جماعة العدل والإحسان وهذه هي فضائحها.