“عريضة القتل”
De // NaBae 24
بعد الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، اعتمد عبد العالي حامي الدين، سياسة ضبط “التصريحات” (وليس ضبط النفس لأن قاتل النفس لا يعرف معنى ضبط النفس) واكتفى فقط بكتابة تدوينة بخلفية دينية “حسبنا الله ونعم الوكيل. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”.
حامي الدين، لم يتخلص من الأزمة النفسية التي أصابته جراء صدور هذا الحكم حتى أصيب بأزمة “حزبية” حادة حين أمر الأمين العام للبيجيدي كافة أعضاء الحزب بضرورة التزام الصمت و عدم التعليق على الحكم. حامي الدين يعلم جيدا أن عبد الإله بنكيران، ما كان له أن يصدر هذا الأمر لو لم تكن لديه أسبابه و دوافعه ما ظهر منها وما بطن لأن بنكيران الأمس ليس هو بنكيران اليوم الذي يبدو مسؤولا رزينا ومتعقلا وأكثر من هذا براغماتيا وبالتالي فإن بنكيران قد يحرر بجرة قلم “أنصار” حامي الدين من قبضة الشعار البلطجي “لن نسلمكم أخانا” فيحرق به حامي الدين، تماما كما حرر ثمن المحروقات التي أحرق بها جيوب المغاربة إلى اليوم.
حامي الدين لما أحس بأن ذلك الشعار البلطجي أصبح في خطر، وأن فتورا كبيرا يطبع موقف السواد الأعظم من البيجيديين اتجاه “قضيته”، نادى في الظلمات شياطين النضال ليأتيه مسرعا و ملبيا كل من فؤاد عبد المومني و المعطي منجب لتخرج بقدرة قادر العريضة التضامنية الموؤودة مع حامي الدين.
بصرف النظر عن الكيفية التي استطاع بها هذا الثنائي الدجال ( منجب و عبد المومني) إقناع زمرة من “علية” الطيف الحقوقي والسياسي والثقافي للإمضاء على “عريضة القتل”، لا بد من القول أن هذه العريضة ولدت ميتة بالنظر إلى ما عرفته من انتقاد حاد يلامس السخرية من داخل حزب العدالة والتنمية نفسه، ومن قبل فاعلين حقوقيين بارزين (قياديون في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان كمثال) ناهيك عن بعض الفاعلين السياسيين والحزبيين (حزب التقدم والاشتراكية كمثال) و من جسم الإعلام والثقافة و المحاماة حيث توعد بشجاعة المحامي المتمرس محمد حداش بأن يسقط “عريضة القتل” بالأدلة القانونية والواقعية.
دون الخوض بما لا ينفع في أسباب نزول العريضة المشؤومة على يدي عرابي الطابور الخامس، فإن الكلمة الأولى والأخيرة تبقى في يد القضاء و تبقى كذلك في الأمل الذي بعث من جديد في جسد الرأي العام المغربي الذي استبشر خيرا (وأخيرا) بإنصاف المرحوم ايت الجيد وعائلة آيت الجيد و أصحاب وأحباب وأقارب آيت الجيد.
للبيت رب يحميه و لحامي الدين حزب يأويه ولآيت الجيد جند ستدافع عن حقه رغما عن كل النفوس المريضة و رغما عن مهندسي تلك العريضة وسيأتي اليوم الذي سيخيب فيه مسعى منجب حين يقول لرفيقه في السوء ( عبد المومني): “أخي فؤاد لقد سلموا أخاهم، نضالنا ذهب هباءا” فيجيبه عبد المومني: “رب ضارة نافعة حامي الدين دابا فالحبس نديرو عريضة تضامنية معاه…. حنا ما عندنا لا وجه و لا عرض نحشمو عليه اللهم نبقاو من عريضة لعريضة…”.
محمد بالي