عادات سلبية يمكن التخلص منها في رمضان
De // NaBae 24
يهل علينا شهر رمضان إلا وتصاحبه نفحات روحانية وبركات نورانية وكرامات إيمانية وعطايا ربانية، ولأن الثواب فيه يُضاعف أضعاف مضاعفة، والصائم القائم فيه يؤجر، والمؤدي فيه لفريضة يكون كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه كما يقول حبيبنا ورسولنا الهادي صلى الله عليه وسلم، إلا أننا على الرغم من حسن الاجتهاد ومواصلة الدأب وطول السعي قد لا نجد هذا الثواب الذي نتمناه، وذلك الأجر الذي نبغاه، فهناك عادات سلبية نفعلها سواء بإدراك أو دون إدراك يمكننا التخلص منها في رمضان لنحصد كامل الثواب ونلقى أفضل الجزاء ونفوز برضى الخلاّق، وللتعرف على هذه العادات السيئة لا بد في البداية من تصنيفها لعادات سيئة دينية وعادات سيئة دنيوية.لا
شهر العبادات وتقبل الطاعات
شهر رمضان شهر العبادات وتقبل الطاعات، وشهر رمضان، به تزكيةٌ للنفوس، وتطهيرٌ للقلوب، وبعدٌ عن الأخلاق المنحرفة والعادات السيئة، وبه تعويدٌ للنفس على طاعة الله وإجبارٌ لها على مخالفة الهوى وترغيمٌ لها على الصبر على ترك الشهوات والبعد عن الزلات، بغرض طاعة لله وطلبًا لمرضاته وحسن ثوابه، على أنه يجب استغلال كل لحظة فيه، واغتنام الفرصة بعيدًا عن إضاعة الوقت فيما لا يفيد، فأوقات رمضان أوقات ثمينة جعلها الله للعبادة من صلاة وقيام وذكر وتسبيح واستغفار وصدقة وصلة أرحام .. وغيرها من الأعمال الصالحة، يقول تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أياماً معدودات”
وهناك الكثير من الأمور المضيعة للوقت والتي تسرق الحسنات ومنها:
- التلفزيون بمسلسلاته وبرامجه وهو لص خطير يفسد صيام الناس وينقص الأجر فلا يجوز أبدًا إهدار الوقت أمام القنوات التلفزيونية والتماهي مع إغراءات البرامج الرمضانية وترك الساعات تمر عبر التنقل من قناة لقناة، ومن محطة لمحطة، حتى لا نفوت حلقة ولا برنامج.. وهي عادات سيئة ينبغي التوقف فورًا عنها.
- الأسواق لص متخصص في هدر المال والوقت بلا حساب، فضياع وقت الشهر الكريم في التسوق والتنقل بين المحلات عادة سيئة وللتغلب عليها، لا بد من تحديد الهدف قبل الخروج من المنزل وحساب الوقت الذي ستقضيه في هذا الأمر ثم العودة سريعا لأحضان الطاعة والعبادة.
- السهر بعيدًا عن أجواء العبادة، فهو سارق أغلى الاوقات يحرمك من القيام والصلاة والاستغفار خاصة في الثلث الاخير وقت إجابة الدعوات.
- هناك عادات للأم مرفوضة في رمضان أهمها ضياع الوقت بتحضير ما لذ وطاب، فكثير منهن يقضين وقتا طويلا لتحضير أصناف كثيرة بدون داعي وهو هدر وإسراف منهي عنه، كما أن هذا الوقت يمكن استغلاله في العبادة.
- الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي، فطول المكالمات وما يترتب عليها من ذنوب من غيبة ونميمة كذلك متابعة الأخبار بمواقع التواصل الاجتماعي كلها مضيعات لأوقات رمضان الثمينة ولا بد أن ننأى بأنفسنا عن هذه الذنوب المنهي عنها في أيامنا العادية فما بالنا بشهر رمضان.
- المجالس الخالية من ذكر الله والتي تكون حسرة على أصحابها يوم القيامة، حيث تمتلئ بالغيبة والنميمة والأخبار وأحاديث القيل والقال، وهنا لا بد أن نعلم أن الغيبة والنميمة من الكبائر، التي نهى الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- عنها، ولا يصح مجالسة من يرتكبون هذه الذنوب، حيث يحرم على الإنسان سماع المحرمات فما بالنا ونحن نفعل ذلك في شهر رمضان.
بالنهاية: شهر رمضان شهر الصيام والقيام وما شُرع للهو وعبث وإسراف، وقد خَطَبَ رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – في آخِرِ يومٍ من شعبانَ فقال: يا أَيُّها الناسُ! قد أَظَلَّكم شهرٌ عظيمٌ، شهرٌ مبارَكٌ، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهْرٍ، جعل اللهُ صيامَه فريضةً، وقيامَ ليلِه تَطَوُّعًا، من تَقَرَّبَ فيه بخَصْلَةٍ من الخيرِ؛ كان كَمَنْ أَدَّى فريضةً فيما سواه، ومن أَدَّى فريضةً فيه؛ كان كَمَنْ أَدَّى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهرُ الصبرِ – والصبرُ ثوابُه الجنةُ”، وهو “شهرٌ أولُهُ رحمةٌ، وأوسطُه مغفرةٌ، وآخِرُهُ عِتْقٌ من النارِ” فلنغتنم هذه الأيام المعدودات ولنترك كل هذه العادات السيئة والتي تبعدنا عن روح رمضان وجزاؤه وثوابه.. رزقنا الله بركة هذه الأيام وأجرها وفضلها وأعاننا الله وإياكم على طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته ورزقنا الله وإياكم حسن الثواب