حين تُرمى الصحة العمومية على قاعة الطريق

حين تُرمى الصحة العمومية على قاعة الطريق
nabae 2417 ديسمبر 2025آخر تحديث : منذ يوم واحد

حين تُرمى الصحة العمومية على قاعة الطريق
NaBae24
تحت جنح المساء، وعلى مشارف مدار الغضبان، حيث تعبر الطريق الوطنية الرابطة بين الجرف الأصفر ومدينة الجديدة، كُشف مشهد صادم لا يليق بسلامة الإنسان ولا بكرامة المجال العام: أزيد من مائتي دجاجة نافقة، مرمية من طرف مجهول، في فعل لا يمكن وصفه إلا بالجريمة البيئية والأخلاقية في آن واحد.
المشهد لم يقف عند حدود الرمي، بل تطور إلى ما هو أخطر، حين تجمهر أطفال ونساء ورجال حول الدجاج النافق، في محاولة لأخذه بدعوى استهلاكه من طرف الكلاب، في تبرير لا يخفي حجم الجهل الصحي ولا قسوة الحاجة ولا خطورة السلوك. هنا، لا نتحدث فقط عن نفايات بيولوجية، بل عن قنبلة صحية موقوتة، كان من الممكن أن تتحول إلى كارثة لو تُرك الأمر للفوضى.
ويحسب لفرقة الشرطة الإدارية الجماعية بمولاي عبد الله، وبتنسيق محكم مع السلطة المحلية بالملحقة الإدارية مولاي عبد الله المركز، بحضور قائد الملحقة الإدارية مولاي عبد الله المركز واعوان السلطة المحلية تدخلهم السريع والحازم، حيث تم إخلاء المكان من المتجمهرين، واتخاذ القرار السليم بإتلاف الدجاج النافق بالمطرح الجماعي، بحضور الجهات المعنية، بما فيها شركة النظافة “كازا تيكنيك”، نائلة صفقة التدبير المفوض للنظافة بالجماعة، وذلك مساء يوم 16 دجنبر 2025 على الساعة الثامنة.
غير أن الواقعة، رغم نهايتها الإدارية السليمة، تفتح أسئلة أكبر من عدد الدجاجات النافقة: من يقف وراء هذا الفعل؟ وأين المراقبة الصحية في مسارات نقل وتسويق المنتوجات الحيوانية؟ ولماذا ما زال الوعي الصحي هشًا إلى درجة تعريض الأطفال لمخاطر قاتلة؟
إن ما وقع ليس حادثًا عابرًا، بل مرآة لثلاثة اختلالات متداخلة: استهتار بعض التجار أو الوسطاء، ضعف الردع في الجرائم البيئية، وهشاشة الوعي المجتمعي حين تجتمع الحاجة مع الجهل. لذلك، فالمطلوب اليوم ليس فقط تدخلًا ظرفيًا، بل سياسة زجرية واضحة، وحملات تحسيسية مستمرة، وتفعيلًا صارمًا للمسؤولية، حتى لا تتحول طرقنا الوطنية إلى مطارح للموت، ولا يتحول الفقر إلى ذريعة للمقامرة بحياة البشر.
عمود أسبوعي يوقعه الكاتب الصحفي ذ. حسن فقير

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة