اليوم الوطني للوساطة المرفقية… خطوة ملكية لترسيخ دولة القرب
نبأ 24
في مغربٍ يخطو بثبات نحو تحديث مؤسساته وتعزيز ثقة مواطنيه في الإدارة، يأتي اعتماد اليوم التاسع من دجنبر من كل سنة يوماً وطنياً للوساطة المرفقية، بموافقة سامية من جلالة الملك حفظه الله، ليشكل محطة نوعية تُعيد ترتيب علاقة المواطن بالمرفق العام على أساس جديد: أساس الإصغاء، والتفاعل، واحترام كرامة المرتفق.
فالوساطة المرفقية ليست مجرد آلية إدارية أو مسطرة تقنية تُفعَّل عند وقوع خلاف أو تأخر خدمة. إنها فلسفة إصلاحية تتطلع إلى تحويل الإدارة من جهاز بيروقراطي جامد إلى فضاء إنساني، يجعل من المواطن نقطة البداية ونقطة النهاية في كل مسلسل إداري.
اليوم الوطني للوساطة المرفقية يفتح الباب واسعاً للتقييم، وللنقاش العمومي، ولتشخيص الأعطاب التي تعوق فعالية الإدارة، ويذكّر الجميع—مسؤولين ومرتفقين—بأن الإدارة ليست سلطة فوق الناس، بل خدمة في خدمة الناس.
هذا التتويج بمرسوم ملكي يحمل دلالات عميقة:
أولها أن جلالة الملك، بصفته الضامن لحقوق المواطنين، يضع الوساطة في قلب المشروع الإصلاحي للدولة الحديثة.
وثانيها أن المغرب يختار، عن وعي ومسؤولية، نهج المصالحة الدائمة بين المواطن وإدارته، عبر آليات تتسم بالسرعة، والشفافية، والإنصاف.
وثالثها أن كل موظف عمومي مدعو اليوم إلى أن يكون “وسيطاً” بطريقته، وأن يعي بأن جودة الخدمة هي مرآة حقيقية لهيبة المؤسسات.
إن اعتماد يومٍ وطني للوساطة المرفقية ليس مجرد احتفال، بل التزام بأن الإدارة المغربية قادرة على الإصغاء، وعلى تحسين أدائها، وعلى الاعتراف بأن الطريق نحو التنمية يمر أولاً من بوابة ثقة المواطن.
ولأن وساطة اليوم أصبحت ضرورة الأمس والمستقبل، فإن هذا الموعد السنوي يشكل فرصة لصيانة تلك الثقة وترسيخ ثقافة القرب التي يريدها جلالة الملك لكل المؤسسات العمومية.
عمود أسبوعي يوقعه الكاتب الصحفي ذ. حسن فقير





