عنوان العمود:حين يسقط القناع… ونرتاح

عنوان العمود:حين يسقط القناع… ونرتاح
nabae 2415 نوفمبر 2025آخر تحديث : منذ يومين

عنوان العمود:
حين يسقط القناع… ونرتاح

هناك لحظات في الحياة لا تحتاج إلى كثير من الشرح ولا إلى تبرير طويل. يكفي أن ترى تصرّفات بعض الناس، حتى تُدرك فجأة أن قيمتهم لم تكن إلا وهماً بنيناه نحن، وأن الغلاوة التي وضعناهم فيها لم تكن إلا من حسن نوايانا، لا من حسن أفعالهم.
شكراً لهم… نعم شكراً.
لكن ليس امتناناً، بل اعترافاً بأنهم – من حيث لا يشعرون – أسقطوا عنّا عبء تأنيب الضمير. فقد كان أكبر خطأ ارتكبناه هو أننا منحنا البعض مساحة أكبر مما يستحقون، ومكانة أعلى مما يقدرون على حفظها. وما إن تكشّفت حقيقتهم حتى استعدنا أنفسنا، واستعدنا هدوءنا.
كم من علاقةٍ ظنناها راسخة، فإذا بها تتهاوى أمام أول اختبار! وكم من شخصٍ كنا نظنّه سنداً، فصار عبئاً! وكم من قلبٍ فتحنا له باباً، فدخل لينشر الفوضى بدل السكينة! وحين ظهر معدنهم الحقيقي، شعرنا براحةٍ غريبة… راحة لا تشبه الشماتة، بل تشبه التحرّر.
هناك نوع من البشر ينهون قصصهم بأيديهم، ثم يطلبون منك أن تشعر بالذنب على ما لم ترتكبه. لكننا اليوم نعلنها بكل وضوح:
لا ذنب لنا… ولا مكان بعد اليوم لمن لم يعرف قدره.
إن الاعتراف بخسارة بعض الناس ليس هزيمة، بل هو بداية انتصار داخلي. فالحياة ليست سباقاً لإرضاء الجميع، بل رحلة لإيجاد من يستحق أن يمشي معنا دون أن يسرق نورنا أو يقلّل من قيمتنا.
ولذلك نقولها من جديد، بثقة وهدوء:
شكراً للناس الذين ضيّعوا غلاوتهم بأفعالهم… فقد أراحونا من تأنيب الضمير، وعلّمونا أن نحفظ ما تبقّى من قلوبنا لأهلها الحقيقيين.

عمود أسبوعي يوقعه الكاتب الصحفي ذ. حسن فقير

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة