أصوات صغيرة… تحمل معنى الحياة
نبأ24 //حسن فقير
قد يضيق صدر بعض الآباء والأمهات من صخب أطفالهم وضجيجهم المستمر في البيت؛ صراخ، لعب، شجار بريء، وضحكات متقطعة. لكن الحقيقة التي قد لا ندركها إلا متأخرًا هي أن هذه الأصوات المزعجة ليست إلا نشيدًا خفيًا للحياة، وأنها البرهان الأجمل على أن الدار عامرة بالروح والدفء.
إن أصوات الأطفال، مهما بدت متعبة للأذن، هي موسيقى الوجود في بيتٍ حيّ. هي رسائل تذكّرنا أن بين الجدران قلوبًا صغيرة تنبض بالبراءة، وأننا لسنا وحدنا في مواجهة رتابة الأيام. وما أسرع ما تمضي تلك السنوات! فالأصوات التي نراها اليوم مصدر إزعاج، ستصبح غدًا ذكرى عذبة نحّن إليها، ونتمنى لو تعود للحظة واحدة تملأ الفراغ والسكون.
فلنستمتع إذن بذلك الضجيج، ولننظر إليه بامتنان، لأنه شهادة حياة لن تدوم إلى الأبد. يكبر الأطفال، يغادرون إلى عوالمهم، ويترك لنا صمت البيوت ما يشبه الغربة. وحينها فقط ندرك أن الضوضاء لم تكن إزعاجًا، بل كانت نعمة مكسوّة ببراءة.
