بقلم @kinane moutaraji ساخر مغربي
🔴🔴|| ما سطره القزحي #سليمان_الريسوني في تدوينته الأخيرة، التي استحضر فيها قول الحسن البصري: “تولّى الحجاج العراق وهو عاقل كيّس، فما زال الناس يمدحونه حتى صار أحمق طائشا سفيها”، في إشارة واضحة إلى جلالة الملك محمد السادس 👑، ليس سوى سقطة أخلاقية وفكرية تعكس انحطاطا في الخطاب واستهانة بالرموز الوطنية التي تجمع المغاربة. فهذا التشبيه الساقط، الذي يحمل في طياته الإساءة والتطاول، لا ينم إلا عن نفسية متأزمة تسعى إلى التشويش والإثارة، عوض تقديم نقد بناء يحترم الأصول والقيم.
الريسوني، الذي يدعي الحرية والاستقلالية في الرأي، قد ضل طريق الحكمة، ليغرق في مستنقع التهجم الرخيص، متوهما أن مثل هذه التدوينات ستكسبه شهرة أو تعاطفا. لكن الحقيقة أن مثل هذه التصرفات لا تزيد إلا في عزلته الفكرية، وتؤكد افتقاره إلى الذوق الرفيع والمسؤولية الأخلاقية التي يفترض أن يتحلى بها من يحمل صفة “صحفي” أو “مثقف”. فكيف لمن يزعم الدفاع عن الحريات أن ينحدر إلى مستوى الإساءة الشخصية، متجاوزا حدود النقد المشروع إلى التجريح المقصود؟
وإذا كان الريسوني يرى في نفسه نصيرا للحقيقة، فلماذا يختار أسلوبا يعتمد التلميح الماكر والتشبيه الجارح، عوض خطاب صريح ومباشر يحترم عقول المتلقين؟ إن هذا الأسلوب لا يعكس شجاعة، بل جبنا فكريا يختبئ وراء عبارات مستعارة من التاريخ ليوجه طعنات غادرة. وما أبعد هذا عن روح الحسن البصري، الذي كان ينصح بالحكمة والموعظة الحسنة، لا بالتهكم والتطاول!
أما اتهاماته الضمنية بأن المديح يفسد الحكماء، فهي محاولة فاشلة للنيل من مكانة جلالة الملك 👑، الذي يحظى بحب وتقدير شعبه بفضل إنجازاته الملموسة وتفانيه في خدمة الوطن، لا بمجرد كلام معسول أو مديح فارغ. إن المغاربة، بوعيهم ونضجهم، يدركون جيدا من يخدم مصالحهم ومن يسعى إلى زرع الفتنة تحت ستار النقد.
أقول لعاشق الغلمان مسليمان : إن حرية التعبير ليست مبررا للإساءة، ولا تصريحا بالتطاول على الرموز الوطنية. فإن كان يريد إصلاحا، فليبدأ بنفسه، ويطهر قلمه من سموم التشهير وعشق الغلمان، وليعد إلى رشده، فالوطن أكبر من نزواته، والملك رمز يستحق الاحترام لا التهكم. وإن أبى إلا التمادي، فليعلم أن التاريخ لا يرحم من يبيعون ضمائرهم رخيصة في سبيل لحظة من الضوضاء.
