رأي صحيفة Nabae24.com: نعم لتحمّل المسؤولية… كفى تهاونًا في تربية الأبناء..!
بقلم ذ: حسن فقير
تصريح وزير العدل عبد اللطيف وهبي، الذي حمّل فيه الأساتذة والمديرين وأولياء الأمور المسؤولية عن تنامي العنف وجرائم التلاميذ، أثار عاصفة من التنديد على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الرأي العام. لكن، وعلى خلاف الكثير من الأصوات الغاضبة، فإن صحيفة Nabae24.com تشاطره الرأي، وترى أن هذا التصريح لا يُعد هجومًا، بل ناقوس خطر يدق في وقت حساس، ويتطلب جرأة وصدقًا في التشخيص.
نعم، آن الأوان أن نعترف بأن جزءًا كبيرًا من الأزمة التربوية الحالية مردّه إلى التراخي في أداء الأدوار التربوية الحقيقية من طرف الأسر، والمؤسسات التعليمية، والمجتمع بأكمله. من غير المقبول أن نستمر في تحميل “الشارع” و”الأنترنت” وحدهما مسؤولية انحراف التلاميذ، بينما أولياء الأمور غارقون في عبادة الهواتف الذكية، والأساتذة منهكون في تدبير صراعات غير تربوية، والمديرون محاصرون بالإدارة أكثر من رعايتهم للسير التربوي للمؤسسات.
نعم، لنتعلم من الأوروبيين والأمريكيين في كيفية غرس القيم والانضباط الذاتي لدى الأطفال منذ الصغر. فليس من باب العيب أو الانسلاخ عن الهوية أن نستفيد من تجارب ناجحة، جعلت أطفالهم أكثر تهذيبًا وانضباطًا من كثير من أطفالنا، الذين تُركوا فريسة لأصدقاء افتراضيين يروّجون للعنف اللفظي والمادي ويقدمون القدوة السيئة.
وتدعو Nabae24.com إلى إعادة النظر في مفهوم الحرية، ليفهم الجميع أن الحرية لا تعني الفوضى، بل تعني النظام والانضباط الذاتي. يجب أن يتحمّل الجميع – آباء وأمهات، مربيات ومديرين، مدرسين ومسؤولين – مسؤولياتهم كاملة، بما في ذلك الخضوع لعقوبات جنحية وجنائية وغرامات، حتى يدرك الجميع أن التربية ليست ترفًا، بل واجب لا يمكن التهرب منه.
فلنعمل على تنظيم وقتنا لخدمة أبنائنا، ولنرافقهم كما يفعل أولاد سيدنا عيسى في الغرب، بمرافقة يومية، تربية فعلية، مراقبة دقيقة، مصاحبة حقيقية… لا أن نتركهم عرضة للتيه والانحراف.
في النهاية، لا أحد فوق القانون، ولا أحد خارج دائرة المسؤولية. ولن ننهض بتعليمنا ومجتمعنا إلا إذا بدأنا من البيت، ومن التربية، ومن الاعتراف الصريح بأن ما نزرعه اليوم في أولادنا، هو ما سنحصده غدًا في شوارعنا ومحاكمنا ومدارسنا.
