مراسيم تحية العلم الوطني بعمالة إقليم الفقيه بن صالح  بمناسبة الذكرى 69 لاستقلال المغرب 

مراسيم تحية العلم الوطني بعمالة إقليم الفقيه بن صالح  بمناسبة الذكرى 69 لاستقلال المغرب 
hassan faqir18 نوفمبر 2024آخر تحديث : منذ 3 أيام

مراسيم تحية العلم الوطني بعمالة إقليم الفقيه بن صالح  بمناسبة الذكرى 69 لاستقلال المغرب 

نبأ 24 // حسن فقير

في غمرة احتفال الشعب المغربي اليوم الاثنين 18 نونبر 2024) بالذكرى 69 لعيد الاستقلال المجيد التي تعد من الذكريات الوطنية الراسخة في قلوب المغاربة لما لها من مكانة وازنة و متميزة في رقيم الذاكرة التاريخية الوطنية، و لما تحمله من دلالات عميقة و دروس بليغة و بطولات عظيمة و تضحيات جسام و أمجاد تاريخية خالدة.

         و في أجواء مفعمة بروح الوطنية و ما تشكله هذه المناسبة الغالية العزيزة على قلوب المغاربة جميعا، أُقيمت بساحة العمالة حفل مراسيم تحية العلم الوطني في استعراض برتوكولي من أداء تشكيلة من القوات المساعدة أدت من خلالها تحية العلم الوطني،  ترأسه السيد ” محمد قرناشي ” عامل إقليم الفقيه بن صالح و حضره مسؤولون من السلطات القضائية و الأمنية و رجال السلطة و رؤساء المصالح الداخلية و الخارجية بالإضافة إلى المنتخبين و مجموعة من الفعاليات المدنية وممثلو جمعيات المجتمع المدني و رجال الإعلام.

       و بتخليد هذه الذكرى المجيدة، يستحضر المغاربة السياق التاريخي لهذا الحدث العظيم الذي لم يكن تحقيقه أمرا سهلا أو هينا، بل ملحمة كبرى طافحة بمواقف رائعة و عبر و دروس بليغة و بطولات عظيمة و تضحيات جسام و أمجاد تاريخية عكست الوطنية الحقة في أسمى و أجل مظاهرها.

        و من أبرز هذه المحطات التاريخية التي ميزت مسار الكفاح الوطني الزيارة التاريخية التي قام بها أب الوطنية و بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس إلى طنجة يوم 9 أبريل 1947 تأكيدا على تشبث المغرب، ملكا وشعبا، بحرية الوطن و وحدته الترابية و تمسكه بمقوماته و هويته.

        و بعد هذه الزيارة الميمونة الحبلى بقيم التحرر و الانعتاق من ربقة الاستعمار، اشتد تكالب السلطات الفرنسية، خاصة أن جلالة المغفور له محمد الخامس لم يخضع لضغوط سلطات الحماية، فكانت مواقفه الرافضة لكل مساومة سببا في شروع المستعمر في تدبير مؤامرة النفي.

        و كلحظة التحام للأمة، تعكس ذكرى الكفاح الشجاع لشعب توحد وراء ملكه، انطلقت شرارة ثورة الملك و الشعب يوم 20 غشت 1953، التي يعد الاحتفاء بها مناسبة للأجيال الصاعدة لإدراك حجم التضحيات التي بذلها أجدادهم للتحرر من جور الاستعمار و استرجاع المغرب لاستقلاله سنة 1955.

        و انتصرت الإرادة القوية للأمة، بتناغم مع العرش للدفاع عن القيم الوطنية المقدسة، ضدا على مخططات المستعمر الذي لم يدرك أنه بإقدامه على نفي رمز الأمة، جلالة الملك الراحل محمد الخامس و أسرته، لم يقم سوى بتأجيج وطنية المغاربة و التعجيل بنهاية عهد الحجر و الحماية.

      و فور عودته رفقة الأسرة الملكية، يوم 18 نونبر 1955 من المنفى إلى أرض الوطن، أعلن الملك الراحل عن انتهاء نظام الوصاية و الحماية الفرنسية و بزوغ فجر الحرية والاستقلال، مجسدا بذلك الانتقال من معركة الجهاد الأصغر إلى معركة الجهاد الأكبر و انتصار ثورة الملك و الشعب.

        و شكل الاستقلال نصرا مبينا و حدثا تاريخيا حاسما، توج بالمجد مراحل الكفاح المرير الذي تلاحقت أطواره و تعددت صوره و أشكاله في مواجهة الوجود الاستعماري المفروض منذ 30 مارس سنة 1912، حيث خلد المغاربة أروع صور الغيرة الوطنية و الالتزام و الوفاء و بذلوا أغلى التضحيات في سبيل عزة الوطن و كرامته و الدفاع عن مقدساته.

        فكثيرة هي المعارك و الانتفاضات الشعبية التي خاضها أبناء الشعب المغربي بكافة ربوع المملكة في مواجهة مستميتة للوجود الأجنبي و التسلط الاستعماري، ومن هذه البطولات معارك الهري وأنوال وبوغافر وجبل بادو وسيدي بوعثمان وقبائل آيت باعمران والأقاليم الجنوبية، وغيرها من المعارك التي لقن فيها المجاهدون للقوات الاستعمارية دروسا في الصمود وزالمقاومة و التضحية.

       و من روائع الكفاح الوطني، ما قامت به الحركة الوطنية مع مطلع ثلاثينات القرن الماضي بالانتقال إلى النضال السياسي و العمل الوطني الهادف بالأساس إلى نشر الوعي الوطني و شحذ العزائم و إذكاء الهمم في صفوف الشباب و داخل أوساط المجتمع المغربي بكل فئاته و طبقاته و الدفاع عن استقلال المغرب في المحافل الدولية.

        و بتخليد هذه الذكرى الحافلة بالرموز و القيم، يجدد الشعب المغربي التأكيد على موقفه الثابت للتعبئة العامة و الانخراط الكلي في الملاحم الكبرى للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب و قيم الانفتاح و الوسطية و الحوار.

      كما تعتبر هذه الذكرى برهانا على إجماع المغاربة و تعبئتهم للتغلب على الصعاب و تجاوز المحن، و دليلا على التشبث الوثيق بمقدسات الوطن الذي أبان عنه جميع المغاربة من طنجة إلى الكويرة.

        و سيرا على نهج جلالة المغفور له محمد الخامس، و من بعده جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، يشهد المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس العديد من الأوراش التنموية و الإصلاحات الكبرى التي همت مختلف المجالات.

        و يعمل صاحب الجلالة الملك محمد السادس على ترسيخ دعائم دولة المؤسسات و إعلاء مكانة المملكة بين الشعوب و الأمم، في إطار من التلاحم و.التمازج بين كافة شرائح الشعب المغربي و قواه الحية، و ذلك في أفق كسب رهانات التنمية المندمجة.

        و بعد إرساء ورش التنمية الاقتصادية و الاجتماعية، يواصل جلالة الملك محمد السادس اليوم، سيرا على نهج جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، هذه الدينامية المتجددة عبر إرساء أسس اقتصاد عصري وتنافسي حديث وتكريس قيم الديمقراطية و المواطنة.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة