ماستر المهداوي!!
عن // نبأ 24
ماستر المهداوي يَختلف عن “ماسترات” باقي المغاربة، فهو الفاتح لما بَعده، والخاتم لما قَبله!
وماستر المهداوي” غَني”، حتى قبل مناقشته، والعُهدة في ذلك على شهادة الزور التي أدلى بها صديقه المجروح في إفادته المعطي منجب.
وماستر المهداوي “مُتفرد” دون سِواه، فهو الذي نُوقش افتراضيا في المنصات التواصلية، بالتزامن مع مناقشته واقعيا في رِحاب الجامعة.
بل إن الحَواريين منحوا شهادة الماستر لخَليلهم حميد المهداوي في فايسبوك، حتى قبل أن يَتداول بشأنها الأساتذة الباحثون.
فقد انبرى “كُورال الدعم” يُطري ويثني ويُطبِّل ويَنفخ في شهادة ماستر حميد المهداوي، قبل أن يَفتح الأستاذ المقرر سِجل رسالة البحث!
وأكثر من ذلك، انتقى كورال الإسناد بعناية فائقة صُورة عميقة لحميد المهداوي، تُعبِّر مَجازا عن عُمق الرجل، ليَزفون للمغاربة شهادة الماستر التي كان يُناقش بحثها الجامعي!
وكأن الرجل هو الوَحيد الذي ناقش بحثا في القانون العام! وكأني به الطالب الوحيد الذي تَقدَّم لمناقشة بحث في موضوع النزاعات الدولية!
فلم يَسبق أن حَشد طالب جامعي فِرقا للدعم والإسناد الفايسبوكي، للدعاية لبحث جامعي لا يَتفرَّد عن غيره سِوى في اسم صاحبه!
فهل يحتاج الماستر لكل هذه “الهيلالة”، رغم أن الجامعات المغربية تَضُج بماسترات مُماثِلة؟ أما أن هناك من يُريد أن يَصنع من ماستر المهداوي حدثا استثنائيا!
ولئن كان ماستر حميد المهداوي قد حُشدت له تدوينات ذوي الأرحام، وذوي القربى، وسَدنة الحقوق، ودَهاقِنة فايسبوك، فماذا سيفعلون عندما يَتقدَّم لمناقشة الدكتوراه؟
هل سَتتعطَّل المرافق العامة والخاصة، وتُسدل المدراس أبوابها، وتُرجئ ذوات الحمل أوضاعها، لأن حميد المهداوي سيجلس القرفصاء في مجلس مناقشة الدكتوراه؟
أم أن حكومة أخنوش، وربما الحكومة التي ستعقبها، ستكون مُطالبة بإعطاء المغاربة يوم عُطلة استثنائية لمتابعة مناقشة استثنائية لطالب استثنائي؟
إنها لعنة العالم الافتراضي، التي جَعلت الناس تُصوِّر أكلها، ومَحارمها، ومُناقشتها العادية لبحث جامعي عادي!
بل هي أعراض “الهالة” التي تَصنعها إعجابات المتابعين الافتراضيين في الشبكات الاجتماعية، والذين عندما تُحاول عَدَّهم في الواقع المادي، لا يَصنعون لك شخصا واحداً!!!
وفي السنة النبوية، هناك حديث شريف يَتحدَّث عن مَكارم “الصبر والكتمان” عند قضاء الحوائج، لكن هناك في المقابل من يَستحِب الدعاية والشهرة وسماع التطبيل! ليَقول عنه الناس أنه حاصل على الماستر!
فلرُبما أن ماستر حميد المهداوي هو مُتفرِّد عن ماسترات باقي المغاربة! ومن يَعرِف ذلك من دُون المعطي منجب؟
ومما يجعل ماستر حميد المهداوي عاديا بدون بهارات استثنائية، أنه تناول موضوعا قديما ومستهلكا وأٌشبِع تمحيصا في الجامعات! فآخر مرة استخدم فيها مجلس الأمن القوة كانت منذ سنوات عديدة، أيام حرب الخليج، ولم يعد يتذكر هذه القوة سوى حميد المهداوي والمعطي منجب.