أحداث الفنيدق.. تحول خطير في الأساليب الإجرامية لشبكات الاتجار بالبشر
De // NABAE24
من يحاول تصوير أحداث الفنيدق وسبتة على أنها مجرد “هروب من أوضاع اجتماعية من المغرب”، فهو إما قاصر التفكير أو غارق في السطحية وموغل في الشعبوية!
فعندما يسرف حسن بناجح وعلي أنوزلا وغيرهما في ازدراء الدولة عن طريق “تطويع” صور لأطفال قاصرين يحاولون التسلل نحو مدينة سبتة، واستخدامها في وصم الدولة عبر التعليق السلبي على صور أجهزتها الأمنية، فإنهما يفضحان قصور تفكيرهما الموغل في السطحية والحقد على الدولة.
فأحداث الفنيدق/سبتة لا تتعلق نهائيا بقضية هجرة غير نظامية بحثا عن تحسين الأوضاع الاجتماعية، وإنما هي تهديد إجرامي خطير تنهجه عصابات الاتجار بالبشر، التي تركن للأنظمة المعلوماتية للتجنيد والتحريض على اقتحام الحدود ومواجهة السلطات المكلفة بإنفاذ القانون.
وأحداث الفنيدق/سبتة هي أيضا مؤشر مستجد على تحول مفصلي في الأساليب الإجرامية التي تنهجها التنظيمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية، والتي باتت تراهن على محاولات الهجرة الجماعية العلنية بعدما كانت في السابق تراهن على محاولات الهجرة السرية بشكل فردي.
وهذا الأسلوب الإجرامي الجديد ينطوي على تهديد خطير، لأنه يضع أجهزة الدولة في مواجهة مفتوحة مع جماعات غير منظمة من القاصرين والأجانب الذين ينشدون اقتحام الحدود بشكل عمدي ومشحونين بدعوات تحريضية، وهو ما ينذر بإمكانية سقوط ضحايا وخسائر في قوات حرس الحدود والمرشحين للهجرة.
وأحداث الفنيدق/ سبتة ليست كما يصورها بعض التسطيحيين، فهي أيضا جزء من الحروب الهجينة أو النزاعات غير النمطية التي تستخدم فيها الأخبار الزائفة (مثل مزاعم فتح الحدود ورفع الحراسة الأمنية)، والدعوات التحريضية مجهولة المصدر (صفحات وحسابات رقمية غير معلومة)، وذلك لخلق مواجهات مباشرة مع قوات حفظ النظام والتسبب في أزمات أمنية عابرة للحدود.
وفي سياق متصل، وجوابا على من ينظرون- بشعبوية مقيتة- لأحداث الفنيدق/سبتة على أنها مجرد هروب من الأوضاع بالمغرب، فعليهم أن يدركوا أولا بأن أكثر من نصف الموقوفين في مدينة الفنيدق كانوا مواطنين أجانب، من بينهم جزائريين وتونسيين ومن دول أفريقيا جنوب الصحراء!
فما يجب استخلاصه من أحداث مدينتي الفنيدق وسبتة في 15 شتنبر 2024، هو أن المغرب أصبح أمام تحديات إجرامية خطيرة تتجاوز البعد الاجتماعي لظاهرة الهجرة غير المشروعة، تتمثل في تطوير عصابات الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين لتكتيكات إجرامية جديدة، تراهن على التحريض المعلوماتي والأخبار الزائفة “لخلق الفوضى على الحدود عبر المواجهات المفتوحة بين القوات النظامية وجماعات عشوائية من المرشحين للهجرة والأطفال القاصرين “.
والخطير أن هذه التكتيكات الجديدة باتت تراهن على الهجرة الجماعية والعشوائية، وعلى تجميع المهاجرين من مختلف دول المصدر ومحاولة تهجيرهم علنا في مواعيد محددة، مما ينذر بمواجهات خطيرة وتداعيات سلبية على الأمن والنظام العامين.
فهذه هي حقيقة أحداث الفنيدق /سبتة، وهذه هي تحدياتها الأمنية والاجتماعية، أما ما يروجه بعض السطحيين والعدميين من تعليقات سمجة فما هي إلا هلوسات الناقمين واستيهامات الحاقدين.