…. وثبَت أن عبد اللطيف الحموشي من الدولة العميقة في … فرنسا!
عن // نبأ24
بعقلية هؤلاء، فإن الحموشي، رمز الأمن المغربي الذي حل محل المسؤولين عن الدولة الفرنسية نظرا لانشغالهم بمجريات الانتخابات والتوازنات السياسية في البرلمان والحكومة، يكون هو التجسيد الفرنسي للدولة العميقة! وهكذا فقد «صدقت» نبوءتهم، وهم يرون، مغتاظين الحموشي يمثِّل الدولة العميقة في …… فرنسا، التي اعتقدوا بأنهم يقدمون لها خدمة بالهجوم عليه!!!!
طوال 25 سنة التي قضاها المغربة تحت مظلة الملك محمد السادس، ( وما زال الخير قدام إن شاء الله)، ومنذ الفترات الأولى، كان الهجوم منظما على الأمنيين!أصحاب النوايا السيئة، والاجندات المدروسة، كانوا يتقدمون بوجوه عارية احيانا ومقنعة احيانا اخرى. وكل السهام موجهة الى الأمنيين ( les sécuritaires ) اقتداء بما يقوله «المسختفون» في باريس وغيرها من ضفاف الشمال الاوروبي، على لسان أسماء معروفة وأخرى قليلة الشهرة.وكانت الهجمة على الاجهزة الامنية منذ ساعات العهد الجديد الاولى، حتى أن التشهير بالاسماء والرتب والحياة الخاصة صار منهجا اعلاميا، وموقفا سياسيا يتنافس فيه هؤلاء.
وهم يعرفون اسماءهم.. باسم الحقوق، وجد الكثيرون من هؤلاء في الضربات الارهابية لـ16 ماي، التي نشرت الرعب وأبكت الملايين من الناس، وحركت وجدان أمة كلها، ذريعة للهجوم على «المعالجة الأمنوية»، وتم التشهير بالأمن، وإِنْ كانوا يرون في العالم كله كيف يتم التعامل مع الارهابيين ومن يخطط لهم ومن يدفع لهم ومن يؤجرهم بالجهل والاحقاد..
وبدأ الحديث عن عودة سنوات الرصاص. وعن المعتقلات وعن الاختطافات..وهلم انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان. في وقت كانت الاجهزة تعمل من اجل تطوير نفسها ومنافسة نظيرتها دوليا في الاداء والجاهزية والاستباقية..
بل، يمكننا القول إنه تواصلت الهجمة باسم الارهابيين، حتى أن بعضهم من الذين هاجروا الى الخارج، كما هو حال حجيب في ألمانيا، صاروا من نجوم طوابير المدعين للدفاع عن الحقوق في وجه دولة تحمي نفسها وتعمل وفق المعايير المتعارف عليه دوليا..وازدادت الهجمة مع سعي المغرب الى بناء استقلالية كبيرة، في مجال السياسة الدولية او في السياسة الأمنية او الاستقلال ازاء بعض الحلفاء الغربيين.
فقامت قيام المخابرات إياها وتحركت الرتل الهجومية، وبادرت للتعدي على رموز الاجهزة السيادية المغربية.. وصفق الكثيرون للمسرحية التي اسهدفت الحموشي في باريس، حيث نسجوا حكايات من صنع خيالهم، بينما كان الرجل منهمكا في عمله بمكتبه بالرباط. وأصيبوا بإحباط تلته إحباطات أخرى.وكلما زادت فعالية الاجهزة وزاد حضورها الدولي، زاد سعار الهجوم عليها..
وبدأنا نقرأ ونتابع الحديث عن «الدولة العميقة» في المغرب وعن رموزها ومنهم بطبيعة الحال عبد اللطيف الحموشي.. وكان المقصود بها، الدولة التي تعمل عندما لا تكون الدولة الظاهرة حاضرة أوتسيِّر الامور مكانها في الظل او في العلن!حتى قالت باريس انها لن تجد غير المغرب ضمانة لحماية اكبر تظاهرة رياضية في عهد ماكرون فوق ترابها! وهي الاولمبياد.وسقط في ايديهم وهو يرون الوفود تلو الوفود تحل بالمغرب، من الشرطة الى المخابرات مرورا باجهزة محاربة التجسس والاستخبارات الدولية، و ما تلى ذلك من توشيحات، فاصيبوا بالصدمة التي أحْرجتهم وقد اصبحوا يتامي الوضع الجديد.
ومما زاد من حيرتهم وغضبهم أن فرنسا، التي دخلت في دوامة انتخابية منذ حل رئيسها امانويل ماكرون الجمعية الوطنية (البرلمان)، أصبحت بدون مؤسسات، وبدون حكومة باستثناء فريق تسيير الاعمال. وبدون حتى وزراء «سيادة».
فقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حل الجمعية الوطنية (مجلس النواب) وتنظيم انتخابات برلمانية في 30 يونيو و7 يوليو الذي يليه .وفي قلب هذا الفراغ الكبير، وسط باريس العاصمة كان عبد اللطيف الحموشي ضيفا على بلاد الأنوار، وسط «الجن والسحرة ..»، لتأمين الالعاب الاولمبية في البلاد… وبعقلية هؤلاء، فإن الحموشي، الذي حل محل المسؤولين عن الدولة الفرنسية نظرا لانشغالهم بمجريات الانتخابات والتوازنات السياسية في البرلمان والحكومة، يكون هو التجسيد الفرنسي للدولة العميقة!
وهكذا فقد «صدقت» نبوءتهم، وهم يرون، مغتاظين، الحموشي يمثل الدولة العميقة في …… فرنسا، التي اعتقدوا بأنهم يقدمون لها خدمة بالهجوم عليه !!!